الثورة – أسماء الفريح:
أدانت دول عربية والأمم المتحدة وعواصم حول العالم وبأشد العبارات تعرض وفد دبلوماسي يضم سفراء وممثلي دول عربية وأجنبية لإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء زيارتهم مخيم جنين بالضفة الغربية، ودعت إلى التصدي لانتهاكات “إسرائيل” للقوانين الدولية وتفعيل آليات المحاسبة ضدها.
وتعرض الوفد الذي ضم قناصل وممثلي أكثر من 30 دولة ومنظمة دولية ووسائل إعلام أجنبية، لإطلاق النار أمس، أثناء تواجده على مدخل مخيم جنين، للاطلاع على الواقع المأساوي فيه.
وفي الرياض، أعربت الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات ما تعرض له الوفد، وطالبت المجتمع الدولي، وخاصةً الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالوقف الفوري للانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين والبعثات الدبلوماسية ومنظمات الإغاثة العاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما جددت مطالبتها “بتفعيل آليات المحاسبة الدولية بحق جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، والمخالفات المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”وفقاً لوكالة “واس”.
بدورها، أدانت قطر الحادثة وقالت: إنها تعد “انتهاكاً للقوانين والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية”.
ودعت الخارجية القطرية في بيان نقلته وكالة “قنا” المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والتصدي لانتهاكات “إسرائيل” وتجاوزاتها للقوانين الدولية، وإلزامها باحترام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 التي تمنح الحصانات للبعثات الدبلوماسية.
من جانبها، أدانت الخارجية المصرية في بيان لها وبأشد العبارات الحادث، مشددة على رفضها المطلق لتلك الواقعة التي تعد منافية لكل الأعراف الدبلوماسية.
وطالبت الخارجية، وفق ما أورد موقع قناة العربية على الانترنت، الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات الواقعة.
وفي بغداد، ذكرت الخارجية العراقية في بيان نقلته واع، أن “استهداف الممثلين الدبلوماسيين يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية، ويعكس استخفافاً واضحاً بسلامة البعثات الدولية، وخرقاً لحرمة العمل الدبلوماسي، مؤكدة “أن زيارة الوفد جاءت بهدف رصد الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال”.
أمر مرفوض
وفي نيويورك، دعا المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى إجراء تحقيق شامل في الحادث، مؤكداً أنه ينبغي مشاركة النتائج مع الأمم المتحدة واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال.
وقال دوجاريك في مؤتمر صحفي عقده في مقر المنظمة الدولية وأوردته الأناضول: “لقد أُطلعنا على الحادثة.. ويُعرب الأمين العام “أنطونيو غوتيريش”عن قلقه إزاء هذه التقارير التي تُفيد بأن جنوداً إسرائيليين أطلقوا طلقات تحذيرية على الوفد الدبلوماسي، بمن فيهم موظفون من الأمم المتحدة”.
من ناحيته، أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن إطلاق القوات الإسرائيلية النار على دبلوماسيين “أمر مرفوض بالكامل.”
وقال خلال مؤتمر صحفي وفقاً لموقع الجزيرة نت: “نتوقَّع توضيحاً فورياً لما حدث.. إنه أمر مرفوض بالكامل”، مشيراً إلى أن وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند استدعت السفير الإسرائيلي في أوتاوا لمطالبته بإجابات.
وفي أنقرة، شددت وزارة الخارجية التركية في بيان نقلته الأناضول، على ضرورة فتح تحقيق فوري في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما دعت الوزارة المجتمع الدولي إلى إدانة هذا التصرف الخطير بأشد العبارات، واتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء “حالة الإفلات من العقاب” التي تتمتع بها “إسرائيل”.
انتهاك صريح للقانون الدولي
بدوره، قال سيمون هاريس نائب رئيس وزراء أيرلندا، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية والدفاع، في منشور على منصة “إكس”: “هذا أمر غير مقبول على الإطلاق وأدينه بشدة”.
من ناحيته، أدان وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي في منشور على منصة “إكس” الحادثة، وقال: إن “إطلاق الجنود الإسرائيليين الرصاص على وفد دبلوماسي، أمر لا يمكن قبوله”.
مضيفاً: إن هذه الحادثة تعتبر انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي، كما أكد وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب، في منشور على “إكس” إدانة بلاده تعرض الوفد الدبلوماسي في جنين لإطلاق نار ومطالبتها السلطات الإسرائيلية بتفسير الحادث، مشيراً إلى أن هناك خطوات إضافية قيد الدراسة بهذا الخصوص.
وشدد فيلدكامب على ضرورة أن يكون الدبلوماسيون قادرين على أداء واجباتهم بأمان وأن تعرضهم للتهديد “غير مقبول”.
استدعاء سفراء من ناحيتها
أعلنت البرتغال استدعاء السفير الإسرائيلي لديها احتجاجاً على الحادث وفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية, في خطوة سبقتها إليها إيطاليا وفرنسا.
وأمس، استدعت كل من فرنسا وإيطاليا السفيرين الإسرائيليين لديهما, وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إن “هذه الحادثة لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال، وإنه سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيح بشأن الحادثة”.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، عبر منصة إكس: “لا يمكن قبول هذه الحادثة وأي خطر يهدد الدبلوماسيين”.
وفي برلين, قالت الخارجية الألمانية إن الحادثة “غير مبررة”، مؤكدة أن الدبلوماسيين كانوا بالضفة في إطار أنشطتهم الدبلوماسية وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية.
كما أعرب عدد من دول أميركا اللاتينية: الأوروغواي والمكسيك والبرازيل عن إدانتهم للحادثة , مطالبين الحكومة الإسرائيلية بالتحقيق فيها وتوضيح ملابساتها خاصة وأنها تنتهك اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية, وفق ما ذكرت الأناضول.