يوماً بعد يوم يتكشّف حجم خيبة الولايات المتحدة الأميركية ومن خلفها الدول الأوروبية بعد أن سقطت كل الألاعيب والضغوطات التي مارستها على الدول التي أبدت موافقتها على المشاركة في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين الذي عقد في دمشق بمشاركة 27 دولة ومنظمة دولية.
أميركا تدرك أهمية المؤتمر بالنسبة لسورية وحلفائها وتعي أنه خطوة عملية منظمة ومنسّقة وفعّالة للجم المسعى الأميركي والغربي الهادف لاستنزاف الدولة السورية وابتزازها وتعطيل الحل السياسي للأزمة فيها لكون الملف الإنساني هو ورقة الضغط المفضلة في مكرهم السياسي.
العويل والنحيب الغربي الذي سبق انعقاد المؤتمر لم يقف عند هذا الحدّ بل تبعه خطوات لاحقة قاموا بها بما يتناغم مع سياسة واشنطن في عملية تعطيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم فعملت على حرمان من يفكر منهم بالعودة من المساعدات المالية التي تصل فقط إلى أولئك الموجودين خارج سورية من أجل تشجيعهم على البقاء في تلك الدول وبالتالي كشفت واشنطن عن جوهر سياستها تجاه سورية وباتت كل دموعها التي ذرفتها على السوريين بلا فائدة ترجى فالمؤتمر عقد وحقق أهداف انعقاده.
كل الدول التي قاطعت المؤتمر ارتكبت خطأ جسيماً كما قال لافروف لأنها تماهت مع السياسة الأميركية التي لا تريد إنهاء الأزمة في سورية ولا تريد للحل السياسي أن يسير ضمن المنظومة المتكاملة من الفعاليات والنشاطات ليس أولها المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين ولن يكون آخرها.
المعادلات الدولية باتت واضحة أكثر من أي وقت مضى فكل من حضر المؤتمر سيكون بشكل أو بآخر مساهماً بالحل السياسي للأزمة في سورية بعد حل عقدة الملف الإنساني وذلك لأن بعد المؤتمر ليس كما قبله بكل تأكيد.
البقعة الساخنة : بقلم مدير التحرير- بشار محمد: