الثورة أون لاين- لميس عودة:
إلى الوقت الأخير من عمر ولايتها الافتراضية، تصر الإدارة الأميركية الحالية بكل مفاصلها على ممارسة طقوس الاستفزاز والعربدة العدوانية على مسرح جرائمها وانتهاكاتها الصارخة للقوانين الدولية، لهاثاً وراء استدرار تعاطف اللوبي الصهيوني وتوهماً منها أنها قد تحصل شيئاً يغير نتائج الانتخابات الرئاسية التي ألقت بدونالد ترامب إلى قارعة الفشل الذريع والخسارة النكراء حسب كل المعطيات، وعبر رفع منسوب المحاباة للكيان المحتل الغاصب ومحاولة إضفاء صفة شرعية مفقودة على احتلاله، وبنائه المستوطنات غير القانونية في الجولان السوري المحتل، تحاول تلك الإدارة فرض أمر واقع يشرعن احتلال الكيان الصهيوني، وهذا ما جسدته التصريحات العدائية لوزير الخارجية الأميركي بومبيو خلال زيارته قبل يومين للمستعمرات الصهيونية في الجولان السوري المحتل.
أن تبلغ تصرفات الإدارة الأميركية حداً غير مسبوق بالصفاقة والعدوانية والمجاهرة بالإرهاب أمر اعتدناه من تاجر الإرهاب والحروب ترامب وأركان إدارته، كيف لا وكل ما صدر عنهم من تصريحات وما قاموا به من تصرفات وإجراءات عدوانية جعلت من البلطجة فعلاً رسمياً وطابعاً توسم به إدارة ترامب، وصفة ملازمة للعته السياسي والحماقة الدبلوماسية والطيش والرعونة التي امتازت به هذه الإدارة عن سابقاتها، وما زيارة بومبيو الاستفزازية للجولان المحتل إلا مثال صارخ على الدونية والانحطاط الأخلاقي التي وصل إليه حال هؤلاء الذين يلهثون حتى أخر رمق سياسي لتسول رضا كيان الإرهاب الصهيوني.
الجريمة التي ارتكبها بومبيو عراب الخراب والحروب تضاف إلى سجل الجرائم الأميركية على الأراضي السورية التي لا تعد ولا تحصى، فسجل الإرهاب الأميركي حافل بالتعديات السافرة و يطفح بكل المحظورات الدولية وليس أخرها الفجور المقيت الذي قام به بومبيو على الملأ الدولي وعلى أعين مؤسسات أممية تغض طرف تواطؤها مع العربدة الأميركية رغم أن كل قوانين الشرعية الدولية تؤكد أن الجولان عربي سوري وهو أرض محتلة من قبل العدو الصهيوني.
فجور بومبيو وقبله تصريحات معتوه البيت الأبيض واعترافه بالجولان المحتل تحت “السيادة” الصهيونية، ليس ضرباً من وقاحة أميركية وتطاول على الشرعة الأممية وقوانينها فحسب، بل هو استكمال لسلسلة التآمر على قضايا الأمة وتنفيذا للمشيئة الصهيونية التي تتحكم بكل قرارات البيت الأبيض، فما قام به بومبيو من مجاهرة علنية بمحاباة انتهاكات مجرمي الحرب الصهاينة في الأراضي المحتلة يندرج ضمن فصول التآمر على منطقتنا خاصة بعد أن هرولت العديد من الأنظمة الأعرابية لتحجز لها مكاناً في قائمة التطبيع المهين وتوقيع صكوك ذلها وطاعتها للعدو الغاصب الذي يحتل أراض عربية.
لا زيارة بومبيو ولا تصريحات ترامب ستشطب حقوقاً مشروعة وتشرعن احتلالاً سافراً، فالجولان عربي سوري, لا يبحث عن صكوك اعتراف أو براهين إثبات من ترامب أو بومبيو و من يجاريهما في صفاقتهما ولن يسقط عروبته إعلان معتوه أو زيارة استعراضية لمهرج أحمق في سيرك الإدارة الأميركية وهو حق مغتصب وسليب سيسترد ولن تسقط شرعيته بالتقادم ولا بالترهات السخيفة والتصرفات الأميركية الوقحة.