الثورة أون لاين – تحقيق بشرى حاج معلا:
في إطار الضغوط الاقتصادية الخانقة والحصار الرامي لتشتيت الجهود لا بد من العمل الجدي لتذليل العقبات في كافة المجالات.
ولأن الجانب الزراعي هو الأهم بات من الواجب تسليط الضوء على جميع العقبات التي تقف حاجزاً بين الفلاح وعمله إن كان من ناحية تقديم التعاون أو الإرشاد.
لكن يبقى السؤال هل يحظى هذا الجانب بالاهتمام اللازم وهل يقوم العاملون والفنيون بالمهام المنوطة بهم كما الواجب..؟!
وهل الوحدات الإرشادية اليوم هي الرديف المساعد للفلاح حقاً..؟!
مع الفلاحين
صحيفة (الثورة) التقت عدداً من المزارعين في ريف طرطوس حيث أكدوا جميعهم عدم الجدوى من عمل الإرشاد الزراعي باعتباره نشاطاً روتينياً بعيداً عن الدعم والمشاركة إلا في الحالات الخاصة، وأوضح المزارع نسيم عبود أن الكثير من القضايا باتت تؤرق الفلاح اليوم إن كان لجهة تأمين المستلزمات من السماد وغيره وأنا شخصياً اعتمد على خبرتي ولا ألجأ إلى الإرشاد الزراعي في منطقتي لعدم الجدوى.
أمجد ديب لفت أيضاً إلى ضرورة توافر المواد ومستلزمات الإنتاج بسعر مناسب وخاصة ما يتعلق بالسماد والمبيدات الحشرية، وتحت رقابة مديرية الزراعة بشكل مباشر حفاظاً على حقوق الفلاح من جشع التاجر.
وأضاف بقوله: هناك العديد من العقبات يواجهها المزارع تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج كالأمراض، وعلاجها بالأدوية مكلف وخاصة ما يتعلق بالحمضيات، ولا ننسى كيف تم التعامل مع شجرة الزيتون، وهي بشكل خاص تحتاج إلى دعم وورشات عمل من مديرية الزراعة والوحدات الإرشادية بجولات ميدانية لبساتين الزيتون من قبل المعنيين بهذا الإطار لكن ذلك لم يحصل..!
ضعف الامكانات
أما كلام المهندسين الاختصاصيين فكان له أيضاً حضور حيث أشار المهندس نبيل احمد بقوله بشكل عام من المفترض القيام بجولات إرشادية من قبل عناصر الإرشاد على الأراضي والمزارعين باستمرار وتقديم نصائح من خلال المشاهدات، واختيار مجموعة من حوالي 20 مزارعاً ضمن ما يسمى ببرنامج إرشادي مقسم إلى قسمين الأول أن يكون أهم المشاكل، والثاني التقنيات الحديثة، حيث يتم دراسة المشاكل وطرق حلها ودراسة التقنيات وطرق إدخالها على مدار العام وفي نهايتها يتم تقييم النتائج من خلال جدول يبين انخفاض أو ازياد المشاكل، ونفس الشيء بالنسبة للتقنيات.. لكن ذلك لا يحصل كما يجب بسبب ضعف الامكانات.
فلدى دراسة أي زراعة علينا أن نأخذ عينات عشوائية وتتم دراستها بالنسب، وإذا ما بقيت النسبة نفسها فهذا دليل فشل، ونفس الشيء بالنسبة للتقنيات لكن بالعكس ما يعني أنه إذا زادت النسبة يكون هناك نجاح في العمل الإرشادي.
101 وحدة إرشادية في طرطوس
المهندس محي الدين ابراهيم “رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في طرطوس” أشار إلى تواجد نحو/101/ وحدة ارشادية موزعة على مناطق محافظة طرطوس إضافة إلى /8/ وحدات داعمة تقدم الدعم الفني للوحدات الارشادية الواقعة ضمن قطاع عملها.
حيث تعمل الوحدات الارشادية على تنفيذ الانشطة المختلفة (زيارات حقلية – ندوات ارشادية- ايام حقلية) من أجل نقل التقانات الزراعية للفلاحين والفلاحات وتقديم الدعم الفني اللازم لهم .. والقيام بأعمال التحري والمكافحة لأهم الآفات والأمراض التي تصيب المحاصيل ومتابعة الوضع الصحي للثروة الحيوانية وتقديم الرعاية الصحية لها.
مشاريع المرأة الريفية
إضافة إلى إشراف مسؤولة المرأة الريفية على تنفيذ المشاريع الصغيرة المولدة للدخل وكل ما يتعلق بإعداد البرامج الإرشادية وتنفيذها ومسك السجلات الإحصائية الزراعية للقرى ومنح التنظيم الزراعي والتراخيص كما تقوم بتطبيق برامج الإدارة الآمنة في مكافحة الآفات والمباريات الإنتاجية لتحقيق المردود الاعلى وتطبيق الحقول الإرشادية واعتماد منهج مدارس المزارعين كأسلوب ارشادي يساهم في نقل التقانات الحديثة للمزارعين والأهم حصر الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية..
تأهيل مرشدين
ولفت ابراهيم إلى دور الإرشاد في مجال تأهيل المرشدين الزراعيين من خلال الدورات التدريبية المقامة سنوياً، مؤكداً ضرورة إقامة دورات تدريبية في مجال التنمية الإدارية لرؤساء الوحدات الإرشادية ودعم الوحدات بوسائل النقل المخصصة لها إضافة إلى تقديم الحواسيب الحديثة وربطها بوسائل الاتصالات ” الانترنت” للتواصل السريع مع المديريات في عملها.
في الختام..
الكل يدرك بأن عمل الإرشاد يتلخص بالتوجيه والمتابعة من قبل الوحدات الارشادية الزراعية، ولكن السؤال يبقى متى سنوفر مستلزمات عمل هذه الوحدات ونعيد ثقة الفلاحين بها؟