الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
بين حديثه عن التزوير بلا أدلة يقدمها، وبين عدم الاعتراف بالهزيمة أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية، لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاسر يصر على عدم خسارته النكراء التي مني بها بالنتائج التي جاءت مغايرة تماماً لما خطط وطبّل وزمّر له من قبل، في ضربة قاسية ضده من الشعب المستاء من سياساته الحمقاء وتهوره الأعمى وخطاباته الجوفاء.
وبين هذا وذاك يبدو أن الملل وفقدان الصبر تسلل أيضاً من الشعب إلى من يدعمون ترامب وذلك مع الحديث عن أن صبر النواب الجمهوريين بدأ ينفد من مساعيه لإلغاء نتائج الانتخابات التي فشلت في كسب التأييد القضائي أو الإعلامي.
ويأتي ذلك أيضاً مع عدم دعم فريق ترامب القانوني حتى الآن مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات على نطاق واسع بأدلة كافية لإقناع المسؤولين الجمهوريين في الكونغرس وفي الولايات الرئيسية بأن لديهم أي ميزة، بحسب ما ذكرت صحيفة “ذا هيل TheHill” الأميركية، التي بينت أنه بمقابل ذلك أخذ عدد متزايد من الجمهوريين يقرون علناً بأن بايدن من المرجح أن يكون الرئيس المقبل ويدعون إدارة ترامب لبدء تبادل المعلومات الاستخباراتية وغيرها من التحولات للسماح بنقل سلس للسلطة.
حيث أصدر السيناتور لامار ألكسندر الجمهوري من تينيسي، والمقرب من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الجمهوري، الجمعة الماضية بيانًا أكد فيه أن بايدن “لديه فرصة جيدة جداً” ليكون الرئيس القادم ويحث الإدارة “لتزويد فريق بايدن بجميع مواد الانتقال والموارد والاجتماعات اللازمة لضمان انتقال سلس”، مؤكداً على أهمية استعداد الرئيس المقبل لتوزيع لقاح متوقع لـ كوفيد 19.
النائب فريد أبتون الجمهوري وهو مشرع مخضرم من ولاية ميشيغان، بدوره قال الجمعة الماضية: “لا أرى أي دليل على وجود تزوير من شأنه أن يقلب 150 ألف صوت”، في إشارة إلى هامش فوز بايدن في ميشيغان.
أمام هذه الهزائم والفشل كانت هناك ضربة جديدة لمحاولة ترامب قلب النتيجة لمصلحته، بعد أن رفض قاض في بنسلفانيا أمس طعونه الانتخابية بشأن حصول تزوير على نطاق واسع في هذه الولاية، ليمهد قرار القاضي الطريق أمام مصادقة بنسلفانيا على فوز بايدن في الولاية، وهو إعلان مقرر غداً الاثنين.
وكتب القاضي ماثيو بران في حكمه أن فريق ترامب قدم “حججا قانونية تنم عن توتر، من دون أساس واتهامات مبنية على تكهنات” في شكاواهم بشأن بطاقات الاقتراع التي أرسلت بالبريد في بنسلفانيا.
كما دفع حكم محكمة بنسلفانيا بات تومي عضو مجلس الشيوخ الجمهوري من الولاية إلى التصريح بأن بايدن “فاز في انتخابات 2020م وسيصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة”، مهنئاً بايدن وموضحاً أنه صوت لترامب وقال:”يجب على الرئيس ترامب قبول نتيجة الانتخابات وتسهيل عملية الانتقال الرئاسي”.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس خبراء التدقيق في ميشيغن الذي يضم اثنين من الديمقراطيين واثنين من الجمهوريين غداً الاثنين للمصادقة على النتائج.
ودعت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا مكدانيل ورئيسة الحزب في ميشيغن لورا كوكس هذا المجلس إلى “تأجيل لمدة 14 يوما للسماح بعملية تدقيق كاملة وتحقيقات في هذه الثغرات والمخالفات”.
وأمام إصرار ترامب بالحديث عن التزوير رغم وضوح النتائج، قالت وزيرة خارجية ميشيغن جوسلين بينسون إن عمليات التدقيق لا يمكن إجراؤها إلا بعد المصادقة لأن المسؤولين لا يملكون الحق القانوني في الاطلاع على الوثائق المطلوبة قبل ذلك.
وكتبت في تغريدة على توتير السبت أنه ليس هناك “أي دليل” للتشكيك في نتيجة الانتخابات. وأضافت “باختصار: صوت 5,5 ملايين مواطن في ميشيغن”، مؤكدة أن “نتائج تصويتهم واضحة ولم يظهر أي دليل يقوض ذلك”.
ومن المقرر أن تصوت الهيئة الناخبة رسميا في 14 كانون الأول القادم على أن تسبقها مصادقة الولايات على النتائج، وعادة ما تُصادق الولايات على النتائج بشكل روتينيّ بعد كلّ انتخابات رئاسيّة، فيما يؤكد منتقدو ترامب أن رفضه الاعتراف بالنتيجة ستترتب عليه آثار خطيرة على الأمن القومي وعلى مواجهة جائحة كورونا التي أودت بحياة أكثر من 250 ألفا بالولايات المتحدة.