قبل الحرب العدوانية علينا بسنوات قليلة منذ العام ٢٠٠٠ وحتى ٢٠١٠، ازداد العمل على الشأن الاجتماعي، فتعددت الدراسات المتعلقة باحتياجات الشباب، واحتياجات مناطق بعينها اقل اهتماماً.
أحدثت حينها الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان وأنجزت بدورها الكثير من الأبحاث المتعلقة بالطفل والمرأة، ولعل أهم ما انجزته تقرير السكان، الذي أوضح خصائص السكان في سورية.
حينها كنا نكتب بالصحافة مفردات بعينها لكي لاننسف العمل السابق على نفس القضايا، فنقول أحيت المؤسسة كذا، العمل على احتياجات الشباب ونفذت دراسة جديدة، أو نكتب بناء على توصيات دراسة احتياجات منطقة ريف حلب مثلاً أحيت هيئة تخطيط الدولة بحثاً عن الفقر في المنطقة.
اليوم وبعد حرب عدوانية ظالمة أدت إلى تراجع كبير في جميع مؤشرات التنمية، ماذا سنكتب إذا وجدنا المؤسسات تعيد الحديث عن نفس القضايا التنموية بنفس الأسلوب، هل يكفي مثلاً أن نكتب تحاول الوزارة المعنية إنعاش القضية؟ أم كان على تلك الوزارات إحياء وإنعاش التوصيات وعرضها بكل شفافية لإيضاح أسباب عدم تنفيذها، ما هيأ الظروف الداخلية لإطالة أمد الحرب، وتفاقم آثارها السلبية على المجتمع والتنمية عموماً.
لو أخذنا مثلاً الدراسات والورشات عن مناهضة العنف ضد المرأة ، لوجدنا أمامنا أرشيفاً كبيراً وتوصيات ومشاريع تعديل قوانين وبرامج، لو صرفت ميزانياتها على فتح دور رعاية وتدريب لافتتحت العديد منها.
تقام اليوم ورشات ولقاءات لنفس العناوين وبنفس الآلية، وأحيانا برعاية منظمات دولية، ودون تغيير أو زيادة في آلية العمل أو إضافة معطيات، فما الذي سنكتبه في الصحافة؟ حتى لو استبدلنا كلمة إحياء، بفعل تعمل على إنعاش العمل، لن تكون كتاباتنا مفيدة للتنمية، ولن نقدم جديداً للقراء والمخططين.
ربما نحتاج اليوم كتابة، نسفت الوزارة المعنية العمل السابق وآلياته للأسباب التالية، وذلك بعد أن يكون بدأ العمل بعقلية مختلفة وآليات مختلفة تعتمد الشفافية والمتابعة والمساءلة عن المراوحة بالمكان.
عين المجتمع – لينا ديوب