غداً تنتهي فعاليات أيام الثقافة السورية تحت شعار “ثقافتي هويتي” التي امتدت لمدة ثلاثة أيام كانت مليئة بالحراك الثقافي والاجتماعي، حيث شملت الاحتفالية برنامجاً مهماً تضمن أنشطة ثقافية متنوعة تشمل السينما والفن التشكيلي والموسيقا والمسرح وحفلات فنية ومعارض للكتاب والآثار وغيرها من صنوف الثقافة.
لاشك أن هذا الطقس السنوي أصبح جزءاً من عمل وزارة الثقافة التي تسعى دائماً لتقديم كل ماهو جديد وفعال، ولاشك أن لهذه الأيام الثقافية دور مهم في إنعاش المشهد الثقافي ككل، فهي مساحة لكي تتلاقح الرؤى والأفكار والإبداعات الجديدة فيما بينها لتقدم مشهداً وجوهراً ثقافياً وفنياً أمثل، هدفه دائماً الوصول إلى الآخر من أجل بناء حياة مليئة بالعلم والمعرفة والخير والجمال.
اليوم وبعد حرب عدوانية ظالمة استهدفت سورية لأنها تملك آلاف السنوات من الحضارة والتاريخ وأول أبجدية وأول نوطة موسيقية، أصبحت المسؤوليات أمامنا مضاعفة، فالعمل الثقافي يحتاج التجديد وضخ الأفكار والرؤى والاستراتيجيات التي يجب أن تبقى على مدار العام، فالعمل الثقافي ليس آنياً وإن كانت لديه أصداء مما يجري.
“ثقافتي هويتي” أيام سورية جاءت لإعلاء قيم المجتمع ودفع الأدب والفنون والمعارف إلى الأعلى، ولغرس القيم النبيلة ورفع المستوى الثقافي عند الشباب، والارتقاء بمستوى الوعي بأهمية التفوق العلمي والحضاري، وهذا يقودنا إلى التمني بأن يكون لهذا المهرجان وغيره طابع البناء وإمكانية الاستمرارية والتأسيس لفعل ثقافي يدوم ويتنامى لا أن ينتهي بنهاية توقيت المهرجان فنحن مؤمنون بأن الثقافة ضاربة في صميم هذا الواقع وفي تاريخه القديم وهذا لايمكن لأحد أن ينكره.
رؤية – عمار النعمة