الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير: بشار محمد
أعتى أنواع الحروب التي تواجه أمة ما، هي الحروب التي تستند إلى الفكر وهي ما تعرف بالغزو الثقافي والذي يستهدف نزع هوية الفرد وانتمائه الوطني والمعرفي والسلوكي وإعادة توجيهه إلى حيث يشاء العدو دون استخدام الأسلحة والمعدات العسكرية لذلك يعد الغزو الثقافي أخطر من الغزو العسكري.
اليوم نعيش احتفالية أيام الثقافة السورية تحت عنوان مهم جداً وحساس وهو (ثقافتي.. هويتي) فالثقافة هوية والهوية انتماء وطني يربط الإنسان بأرضه ومجتمعه سياسياً وفكرياً واجتماعياً وحتى اقتصادياً وخاصة أن كل ما يجري في أنظمة بعض البلدان العربية من اتجاهات متسارعة وهرولة نحو التطبيع مع العدو الصهيوني يعزى بشكل أو بآخر إلى فقدان للهوية وضياع للانتماء الوطني والقومي مادياً ومعنوياً.
قبل سنوات كانت كل الاجتماعات التي تجمع مسؤولي الأنظمة المطبِعة مع قادة الكيان الصهيوني تحمل صفة السرية أما الآن وبعد التسريبات المدروسة التوقيت من قبل أجهزة كيان العدو الاستخباراتية والإعلامية بات الإشهار ضرورة موجبة لهم لبدء فصم القضية المركزية للعرب عن أي هوية ثقافية يحملها الإنسان العربي في فكره ووجدانه فالبازار الأميركي أقصى أصحاب الحقوق الذين لم يرتضوا الدخول في مساومات رخيصة على الحقوق والكرامة والأمانات واستجلب من لا يملك الحق ولا الملكية القانونية ولا التاريخية ولا حتى بذل جهداً فكرياً كرمى فلسطين والعروبة.
من لا يملك الهوية العربية والانتماء الفكري والثقافي الحقيقي والتراث الإنساني التي تزخر بها هذه الأرض فإنه لا يستحق الحياة على هذه الأرض ولا يستحق أن يمثل إلا نفسه، فأصحاب الحقوق المعتمرة نفوسهم بالانتماء الأصيل لا يزالون على ثبات هويتهم العربية فكراً وممارسة وانتماؤهم فعلاً ووجداناً مسيرهم على صراط المقاومة لا يحيدون عنه قيد أنملة ميممين وجوههم شطر فلسطين والحقوق العربية التي لا تموت طالما هناك نفس تطالب بها.