الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
في كل شاردة وواردة يتدخل الأوروبيون في شؤون إيران والمنطقة، ويفرضون العقوبات الجائرة، الواحدة تلو الأخرى، في إطار محاولاتهم المستميتة للعبث بأمن واستقرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تماهيا مع السياسية الأميركية، الساعية لعرقلة أي تقدم علمي أو تكنولوجي لإيران، وهذا ما يبدو واضحا من خلال النهج الغربي المتغطرس تجاه الملف النووي الإيراني، الذي لا تزال تؤكد إيران أنه للأغراض السلمية.
ومن هذه البوابة التي يسعى الغرب من خلالها وضع المزيد من العقبات أمام عجلة الاقتصاد الإيراني، أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أن العقوبات جريمة ارتكبتها أميركا وشركاؤها الأوروبيون ضد الشعب الإيراني، مبيناً أن بلاده تمتلك الكثير من الطاقات والإمكانيات لإحباط الحظر والعقوبات الظالمة المفروضة عليها.
جاء ذلك خلال اجتماع المجلس الأعلى الإيراني للتنسيق الاقتصادي اليوم والذي أكد فيه خامنئي على أن طريق إلغاء الحظر تم اختباره والتفاوض بشأنه عدة أعوام لكنه لم يصل إلى نتيجة، موضحاً تأكيده بأن هناك مسارات لمعالجة العقوبات هي إفشالها والتغلب عليها ورفعها.. ولا يمكن الاعتماد على الأجانب ليقدموا حلولا لمشكلاتنا.
وتعليقاً على تصريحات بعض المسؤولين الأوروبيين بشأن حيازة إيران للبرنامج الصاروخي قال خامنئي: بينما تمتلك بريطانيا وفرنسا صواريخ نووية مدمرة، وألمانيا كذلك على نفس المسار.. يدعوننا لعدم امتلاك صواريخ، داعيا الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى عدم التدخل بشؤون إيران والبدء بإصلاح أنفسهم قبل إبداء الآراء بشأن باقي الدول.
وحول ضرورة ما يتوجب العمل عليه بدون أي حركات التفافية أو الغمز عليه بطرق ملتوية حول الاتفاق النووي، أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف، تمسك بلديهما بعودة جميع أطراف الاتفاق النووي وبأسرع وقت ممكن، إلى تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق.
وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية عقب اتصال هاتفي أجراه الوزيران، اليوم الثلاثاء، أن المحادثات بين لافروف وظريف ركزت على “العمل المشترك بين روسيا وإيران في المنصات الدولية، بما في ذلك حول القضايا المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني”، إضافة إلى تمسك موسكو وطهران بعودة جميع أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة وبصورة عاجلة إلى التنفيذ الكامل لجميع التزاماتها بموجب هذه الاتفاقية التي صادق عليها قرار رقم 2231 لمجلس الأمن الدولي”.
وحول ما يمكن أن يسفر عنه رفع العقوبات الأميركية في المرحلة القادمة بعد أن راكمها ترامب بشكل جنوني في فترة ولايته، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، اليوم الثلاثاء، أن إيران تتوقع عودة الشركات الأجنبية للبلاد إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات التي تفرضها عليها بعد تغيير الحكم في أميركا، وتولي الرئيس المنتخب جو بايدن مقاليد السلطة، موضحا أن “بعض الشركات أجرت اتصالات أولية معهم بالفعل”، مبيناً أنه زادت مؤخرا الاتصالات لفتح مكاتب لشركات أجنبية ووجود تمثيل لها في إيران”، وأن الشركات التي لم تغادر إيران رغم العقوبات، قد تمنح “فرصا أكثر” في المستقبل.
يأتي ذلك بعد أن أكد بايدن أنه سيعود للاتفاق النووي، الذي وقعت عليه واشنطن عندما كان نائبا للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إذا عادت إيران للالتزام ببنوده.
جدير ذكره أن العديد من الشركات الأجنبية الكبرى غادرت إيران، بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، انسحاب بلاده من اتفاق إيران النووي للعام 2015م، في العام 2018م، مع قوى عالمية، وفرض عقوبات اقتصادية عليها، كما وضعت واشنطن منذ ذلك الحين، عشرات الشركات الأجنبية على قائمة سوداء لاتهامها بالتعاون مع إيران.