الثورة أون لاين– ريم صالح:
هل بقي شيء من الإرهاب والإجرام ، والأفعال المشينة ، واللصوصية الممنهجة والمتعمدة ، لم يقم بها مرتزقة نظام الاحتلال التركي في الأماكن التي يتواجدون فيها في الشمال السوري بعد؟!.
بالأمس أقدموا على حرق عدد من منازل المواطنين في منطقة أبو راسين بريف الحسكة الشمالي ، وقبلها سرقوا الأثاث والمعدات المعدنية والمقتنيات النحاسية إضافة إلى الأجهزة الكهربائية من كنيسة مار توما في حي الكنائس برأس العين ، وذلك لتهريبها إلى الخارج ، هذا دون أن ننسى طبعاً ما سبق وارتكبوه بحق المدنيين العزل من مجازر وحشية وتهجير ممنهج للسوريين من أراضيهم ، وقراهم ، وبيوتهم ، وذلك كله من أجل إيجاد واقع ديمغرافي جديد على الأرض يتناسب وأطماع وأجندات مشغلهم التركي .
ما يرتكبه أولئك الإرهابيون المأجورون بحق السوريين في منطقة الجزيرة ، وكذلك في إدلب ، ليس بمحض الصدفة ، أو مجرد إرهاب من أجل الإرهاب ، وإنما هو أولاً وأخيراً تجسيد لأوامر إجرامية تأتي لأولئك المرتزقة من القابع في الباب العالي ، فما على اللص أردوغان إلا الأمر والإيعاز لإرهابييه على الأرض بأن يحرقوا هنا ، ويهجروا هناك ، حتى ينفذ أولئك المرتزقة تلك الأوامر وبحذافيرها ، كيف لا وهو – أي أردوغان – من أوجد أولئك الإرهابيين ؟! كيف لا وهو ولي نعمتهم ، ومن يتدخل بين الفينة والأخرى لإنقاذهم من ضربات بواسل حماة الديار الدقيقة والمركزية ؟! كيف لا وهو ينشئ ما يسميه زوراً وبهتاناً نقاط مراقبة بينما هي غرف عمليات تدير دفة العمليات الإجرامية التي يرتكبها مرتزقته في الأماكن التي يسيطرون عليها ، ومراكز إنقاذ لانتشالهم من أي مأزق ميداني يحاصرون فيه ، لاسيما وأن عمليات الجيش العربي السوري لا تعرف إلا التقدم والانتصار .
الغريب هنا هو حال مجلس الأمن والمنظمات الأممية التي تحولت إلى شاهد زور أعمى ، فكل هذا الإجرام الممنهج ترتكبه أدوات أردوغان الإرهابية بحق السوريين ، وعلى الملأ ، وأمام كاميرات التصوير ، ومراسلو وكالات الأنباء العالمية يرصدون ما يرتكبه أولئك المرتزقة الإرهابيون من عمليات قتل ، وسلب ، ونهب ، وخطف ، وتدمير للبنى التحتية ، وما يجري من عمليات تغيير ديمغرافي على الأرض ، ولكننا في الناصية المقابلة لم نسمع حساً لتلك المنظمات الدولية ، فهي لم تحرك ساكناً ، ولم تنبس ببنت شفة للمحتل التركي ، أو تقول له : كفى إرهاباً وترويعاً للسوريين ، كفى انتهاكاً واحتلالاً لأراضيهم ، كفى تدخلاً في شؤونهم ، فهي لم تحاسب اللص التركي على ما اقترف ومرتزقته الإرهابيين على الأرض ، ولم تجرمه أو تسائله باعتباره مجرم حرب وآمر عمليات إرهابية ، ولم تؤنبه ولو شفهياً باعتبار ما يقوم به وأذرعه المأجورة على الأراضي السورية إخلال بالأمن والاستقرار الإقليمي ، كما أنه يشكل بالتالي انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق الدولية وقرارات وأعراف الأمم المتحدة.
سورية للسوريين ، وقوات الاحتلال التركي وأدواتها الإرهابية المأجورة والعميلة إلى زوال ، وستخرج حتماً ورغم أنفها ، كيف لا وجيشنا العربي السوري هو جيش النصر والتحدي ، والذي لن يهنأ له بال حتى يعم الأمن والاستقرار كامل ربوع سورية ، كيف لا وهو جيش الصمود والإنجاز ، وصانع الانتصارات