الثورة أون لاين- ادمون الشدايدة:
لازالت السياسات الغربية الفاشلة تأتي بنتائج عكسية على دولها، بحيث تتواصل معها الكوارث الإنسانية والاقتصادية التي تعصف بها وبمجتمعاتها، ما يجعل منها، وعلى رأسها أميركا – التي تمتلك كونترول التحركات والقرارات الغربية بيدها- الخاسر الأول من كل تلك المراهنات والمحاولات الفاشلة التي تحاول بنائها وتأسيسها على تلك القرارات الحمقاء.
فواتير باهظة يدفعها الغرب نتيجة تلك السياسات الفاشلة، انطلاقا من وباء كورونا وفشل التصدي له، وليس انتهاء بسياسة دعم الإرهاب الذي كلف الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية مليارات الدولارات، في خضم محاولاتهم لزعزعة استقرارا العالم.
وهذا العام فرض تحدياً جديداً من التحديات على الاقتصاد الغربي والأميركي بشكل خاص، وهو تحدي مواجهة الأزمات الصحية والإنسانية، والتي تختلف في طبيعتها عن الأزمات السابقة التي واجهها الغرب، بحيث بدأ التأثر الغربي الأميركي واضحا بشكل كبير، الأمر الذي أنذر بهبوط كارثي في سلم العجز الاقتصادي، وانكماش غير مسبوق في نواتج دوله ،حتى وصلت الأمور في أغلب الأحيان إلى حد الانهيار الاقتصادي.
وبالتالي فالاقتصاد الغربي تلقى صفعات قوية وتحديات كبيرة أدت لحدوث خسائر فادحة، في جميع القطعات دون استثناء، كما أن المؤشرات الاقتصادية تجمع على أن الولايات المتحدة على شفا أكبر ركود اقتصادي تاريخي نظرا إلى سرعة انهيار القطاعات الاقتصادية بفعل سياساتها الخاطئة، وتهورها في التعاطي مع عدد من القضايا، من ضمنها إجراءات الحجر الصحي التي بلغت حدّ الإغلاق شبه التام للبلاد، وارتفاع مخزونات النفط الخام جراء قلة الطلب في خضم شلل مواز أصاب القطاعات المنتجة وتهاوي الاستثمارات.
تلك الخسائر الفادحة، أدت إلى انهيار الناتج الاقتصادي وتراجع الأسواق المالية بشدة.. فالأرقام تكشف فاتورة الوباء الثقيلة على الاقتصاد الغربي والأميركي، بحيث جاءت الأرقام مذهلة، إذ كشفت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، عن هبوط تاريخي بنسبة 10,1% في ناتجها المحلي الإجمالي في الربع الثاني، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي الأميركي خلال الفترة نفسها، انخفاضاً بنسبة 32,9% تقريباً، وهي فترة الثلاثة أشهر الثانية على التوالي التي يسجل فيها أكبر اقتصاد عالمي انكماشاً، ما يعني دخوله بمرحلة ركود، وذلك وفق تقديرات أولية نشرتها وزارة التجارة الأميركية في وقت سابق.
النقل الجوي الدولي كان له نصيب كبير من ذلك الإخفاق من خلال حجم تراجع إيرادات شركات الطيران حول العالم، خلال عام 2020، والذي أدى إلى شل حركة الطيران العالمية، بحيث أن إيرادات شركات الطيران ستتراجع بنسبة تفوق 60 بالمئة عام 2020، مقارنة بالعام 2019، لتبلغ 328 مليار دولار، في أسوأ عام شهده القطاع على الإطلاق.