الثورة أون لاين – تحقيق – رويدة سليمان:
بعد انتهاء إجازة الأمومة لم تجد مكانا مناسبا لوضع طفلها فيه، لذلك استقدمت مربية إلى بيتها لتبقى معه في ساعات عملها الطويلة دون أن تضطر إلى انتزاعه من فراشه ،من غفوته، ودون أن يعاني من غربة مكان آخر.
سنتان من اهتمام تلك المربية وحمايتها وكثير من عطفها وحبها مما جعلها تنافس أمه لجهة تعلقه بها وشعوره بالأمان معها ولاسيما أن أوقات إضافية على ساعات العمل يقضيها معها في غياب اضطراري لأمه.
رعاية بديلة مقابل أجر:
ربما لهذا الطفل حظ أوفر من قرينه الذي تحمله أمه مع حقيبة طعامه ومنذ ساعات الصباح الباكر،في الحر والقر. في عهدة:
مقابل الاطمئنان على فلذة كبدها من خلال مربية تتحمل مسؤولية رعايته وحمايته مقابل أجر ،لا مساومة عليه مهما كان مرتفعاً بسبب غيابها .
تقول أم محمد:بحثت كثيراً عن مربية تكون بمثابة أم بديلة لابنتي ذات الشهور الستة ووجدتها ورغم شعوري بالارتياح لها إلا أنني سرعان ما تفاجأت بأجر رعايتها المرتفع ١٢ ألفا أضف إلى ذلك تكاليف أخرى من هدايا في المناسبات والأعياد بوصفها أم بديلة ولتضاعف عنايتها لصغيرتي وتوليها اهتماما أكثر .
*ضرورة الحضانة للأم المعلمة:
تؤكد المعلمة سوسن أهمية وضرورة وجود حضانة للمعلمات بجوار مدارسهم مما ينعكس إيجابياً على أدائها التعليمي
،وحضورها المعنوي في الصف وفي ظل قلة عدد الحضانات وبعدها عن مكان السكن وأسعارها الخيالية، تضطر إلى اللجوء ،مما يجعلها في حالة قلق وتوتر لتأمين مربية تحتضن أطفالها في بيتها، وكثيرا ما تتعرض لابتزازها مادياً ومعنويا.
*فرصة عمل مغرية:
المربية خالدية ومن خلال تجربتها الطويلة في رعاية وتربية الأطفال في بيتها تقول: الكثير من ربات البيوت باتت تعلن عن استعدادها لاستقبال أطفال الموظفات والعاملات بأجر مغر”٥٠٠٠” ليرة شهريا لحشر أكبر عدد من الأطفال في جزء من منزلها دون توفر أدنى الشروط الصحية والتربوية لأنها تعتبرها فرصة عمل ومصدر رزق سريع وسهل،
ولاتدري أنها بحاجة إلى تفرغ ، وكثير من الحرص والمسؤولية ويحكم عمل المربية الضمير ، من هنا على الأمهات التأكد من خبرة وقدرة المربية على حسن التربية والتعامل مع الأطفال من خلال زيارتها في بيتها مرات عديدة ودون موعد مسبق .
وتوافق المربية حنان الرأي السابق وتضيف أستغرب من نساء يتركن أطفالهن عند مربية لغاية حضور مناسبة أو واجب اجتماعي رغم وجود أزواجهن في البيت بحجة جهلهم بأسلوب التعامل مع الأطفال وعدم معرفتهم بحاجاتهم وهي اختصاص أنثوي بحت .
*تحديات وصعوبات:
معنيون في الهيئة السورية لشؤون الأسرة واليونيسف يؤكدون أن الأهل بحاجة إلى خدمات وظروف عمل مرنة تضع الطفل والعائلة في مركز الأهمية حيث لايمكن لأحد تخيل صعوبة أن يتعامل الأهل مع هاجس فقدان عملهم أو ضياع فرص ترقيتهم ، إذا ماطغت حاجات أطفالهم على غيرها ، وترك الأطفال لساعات طويلة في كنف رعاية بديلة يجعل الأهل يتعاملون مع سلوكهم بطرق متضاربة فقد يدفعهم شعورهم بالذنب أو بالإرهاق إلى المبالغة في معاقبتهم أو في تدليلهم ، رغبة منهم في أحيان كثيرة من أجل منح أطفالهم رعاية جيدة قبل خروجهم للعمل أو بعد عودتهم منه وتعويضهم بمايبذله الأهل من جهود.
وتؤكد البحوث التربوية على ندرتها في هذا الحقل ، ان لا اختلافات جوهرية فطرية بين الرجال والنساء فيما يتعلق بالقدرة على تلبية حاجات الطفل وتنشئته ومنحه الحب والرعاية ومشاركة الأب وما تهيئه من دفء حميمي في الأسرة يعد أساسياً لنمو وتطور سليمين للأطفال.
*المرأة العاملة أسيرة الحضانات المنزلية:
الاختصاصية الاجتماعية رجاء سلوم ،معاون مدير معهد التربيةاط الخاصة للإعاقة الذهنية تقول: العمل ضرورة للمرأة لأنه يساعدها على ماتجد في الحضانة من بعض المتطلبات الضرورية
وأول ما تفكر به بعد الإنجاب توفير رعاية آمنة وبديلة وغالباً على تطوير شخصيتها ويدعم الأسرة مادياً ،ولكن
يبقى الهاجس ..هل يمكن أن تعطي الأم البديلة الحب والحنان والأمان كما الأم البيولوجية.
تؤكد البحوث التربوية أن غياب الأم عن الطفل يصيبه بالتشتت العاطفي تجاه الأم والأم البديلة وتزداد خطورته إذا
وجد الطفل من يعطيه الرعاية في الأشهرالأولى وهذا يسبب انخفاضا في مستوى الذكاء بسبب غياب الأم الروحي والفكري عند صغيرها .
فالطفل يتمتع في حضن أمه بصحة أفضل ومناعة أقوى من الذي تربى على يد أم بديلة وقد تتسم طباعه بالحدة والعدوانية لافتقاره الشعور بالأمان وربما تتحول الأم في عقل ابنها الباطني إلى أم سيئة وتصبح الأم البديلة أفضل ويصدر عنه تصرفات لهما على تركه في طفولته ولايتقبل النصيحة أو التدخل في قراراته ، من هنا على الأم البيولوجية ان تعوض الحالات المزعجة للأهل، عقاباً
مملوءا بالحب والحنان والعطف
محاولة تعويض غيابها الجسدي بحضور روحي وأن يكون الوقت الذي تقضيه مع طفلها غنياً والتعلم باللعب وعلى الجهات المعنية الرقابة المشددة على أي مكان يحتضن الأطفال ثروتنا البشرية الأغلى ، وعدم التهاون مع أي تقصير أو إخلال بسلامة الطفل، وفي الحضانات المنزلية هناك صعوبة بضبط المخالفات الصحية والتربوية والسلوكية ولاجدوى من شكوى ، لذلك الحل الأفضل تأمين حضانات مرخصة ومربيات مؤهلات لتحمل مسؤولية هؤلاء الأطفال ووضع أسعار متناسبة
مع مكان الحضانة وقدرة الأهالي المحيطين بها والذين سيكونون هم أول فئة مستهدفة للحضانة.