على ما يبدو أن الكثيرين من الحمقى الذين تضعهم الأقدار في مسار ما أو تمّ إعدادهم ليكونوا أدوات طيّعة لمن يستعملهم يظنون أنهم فعلاً صناع أحداث ووقائع.. وربما شطَّ بهم الأمر أكثر إلى تخيّل أنهم محور الكرة الأرضية وأحداثها.
أردوغان واحد من هؤلاء الذين يقدمون حالة مثالية تدلل على العمى السياسي والفكري وعدم القدرة على رؤية ما هو أبعد من أنفه وحالات استخدامه.
الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والكيان الصهيوني هي من وضعته في قائمة الاستخدام الأكثر مهانة في التاريخ.. تركوا له الحبل قليلاً ليشطَّ به، فيظهر كأنه صانع قرار ومحرك أحداث كما فعل في استقدام وتمويل آلاف الإرهابيين الذين عاثوا فساداً وتخريباً في سورية.
استطالات التورم الأردوغاني أظهرته على حقيقته العدوانية التي لا يمكن السكوت عليها أبداً، ولكن الروح العدوانية الغربية صمَّت الآذان عنها في سورية.
وحين صدق النظام التركي أنه لاعب فعلي في مجرى الأحداث وضعته أمام حقيقته.. أداة استخدام لابد أن تلجم وتدخل الحظيرة لاستخدام جديد حين تقتضي الحاجة.
أما أن يشطّ به الوهم إلى أن يقارع من يستخدمه ويعلن عصا التمرد فهذا لن يكون مسموحاً به أبداً.
ربما ما ستخرج به قمة الاتحاد الأوروبي من الآن إلى حين انعقادها سيكون من تحت الطاولة موضع مساومة مع النظام التركي ومحاولة لجمه وإعادته إلى حظيرة الاستخدام.
والأيام القادمة ستكشف عما ستؤول إليه الأحداث، وليس مستبعداً أن يعود بعد (فركة إذن) ستكون مؤلمة هذه المرة.. ولن يسمح له بالشطط أكثر مما فعل، فقد بلغ مداه الأقصى، ولامتصاص جنونه وحماقاته فقد يدفع به إلى تهور كبير بغير ملعب لن يسمح له بالاقتراب حتى من أسواره.
البقعة الساخنة – ديب علي حسن