(أميركا لم تعد قادرة على إخفاء مذبحتها الخارجية في كفن النيات الحسنة).. قد تعبر هذه المقولة للكاتب الأميركي جيميس فارد عن رؤيته ورؤية العالم بأسره لواشنطن في مشهدها الحالي، الرجل ذهب لمقولات أخرى أكثرها دقة أن اشعة الشمس عادة كفيلة بالتطهير ولكن الأسيد قد يعجز عن تطهير سمعة السياسيين الأميركيين الذين تورطوا بالحروب في الشرق الأوسط خاصة سورية!.
ثمة كتاب أميركيون يصرخون من عنق الزجاجة بين عذابين “ترامب وبايدن”، الصرخة وصلت حد استغلال لحظة انتقام الرئيس دونالد ترامب من خصمه الفائز بالانتخابات بأن يطالبوا أن يكشف الأول كل أسرار الحرب القذرة على سورية.. لعلها التعويذة الأنجح للخبيرين بسياسة الديمقراطيين تجاه سورية التي احتضن فيها جون كيري وأوباما الإرهابيين ومشى على هوامشها الجمهوريون.
قتل ترامب للبغدادي لا يكفي لغسل يديه من داعش والنصرة، عليه أن يكشف الحبل السري بين واشنطن وجذور القاعدة قبل الرحيل وإدانة الإعلام الأميركي بتورطه بدماء السوريين.. على ترامب كشف العورة الأميركية السياسية كاملة ليوقع بايدن بفخ الارتباك.. الفخ هو كشف وجه واشنطن القذر تجاه المنطقة لا أكثر ولا أقل.. ليس لإنقاذ المنطقة بل لإغراق بايدن وصلبه على الطاولة المقلوبة.
ثمة من يرى أميركياً أن الديمقراطيين أكثر خطورة من الجمهوريين فالعلاقة الوثيقة التي تربطهم بالإرهابيين ستعيد المشهد إلى ماهو أسوء.. فتخيلوا حال المنطقة مع نشاط داعش والنصرة مجدداً هذه الأقنعة الإرهابية سيرتديها حتى رؤساء الدول الذي لا يفضلهم بايدن.
قد يسمح الرئيس الأميركي الجديد بارتداء اردوغان لقناع الإرهاب من جديد على أن يرى ملامحه السياسية وتقاسيم وجهه العثمانية التي برزت كثيراً في عهد ترامب..
لا ترزح المنطقة بين خياري ترامب وبايدن بل هو وجه واشنطن المتناوب بين الكذب والقتل.. وقد نقرأ سطور الكتاب والسياسيين الغربيين التي تفضح سياسة أميركا لكننا نعرفها ونختبرها في كل لحظة سياسية تمر بها المنطقة من الاحتلال إلى التطبيع إلى تعهد الإرهاب لمشروع الفوضى الخلاقة والكثير من مشاريع الحصار والقتل والتدمير.
لا نحتاج إلى قراءة تلافيف العقل الأميركي الذي لا يعرف إلا الحروب وفنون الاستجرار إليها فالجمهوريون ليسوا أقل قذارة من الديمقراطيين.. بالأمس قتل العالم النووي فخري زاده والهدف من قتله هو إشعال المنطقة لإحراق أوراق الاتفاق النووي وإحراق وجه بايدن بالحرب قبل وصوله إلى البيت الأبيض.
لا تحتاج واشنطن إلى كشف أوراقها القديمة في سورية وباقي العالم فدائماً جديدها هو الأقذر.
من نبض الحدث – عزة شتيوي