الثورة أون لاين – يمن سليمان عباس:
مشكورة جهود وزارة الثقافة بإطلاق حملة بنك الكتاب والتذكير بالقراءة والتشجيع عليها كفعل حياتي لايمكن أن يتوقف ..
ومن المعروف أن القراءة عادة تنمو مع الطفل وتكبر لتصبح فعلا ثقافيا ومعرفيا وعندما نقول تنمو مع الطفل يعني انها فعل معرفي تمارسه الأسرة ويعني انه في كل بيت ركن للكتاب أو مكتبة تضم مجموعة من الكتب التي تناسب الأجيال..
اذكر ونحن صغار كنا نستعير من مكتبتي عمي الكثير من الكتب غير ما كان في مكتبتنا المنزلية التي تزداد كل عام ..
وصولا إلى المدرسة وما فيها لتتسع الدائرة مع اسبوع المكتبة الذي يهم كل طالب وطالبة..
هل تغيرت الحال الان ..بالتأكيد..نعم لكن فقط في العالم الذي يستهلك التكنولوجيا ويحلها محل الثقافة والفكر وكانت النتيجة ما نراه ..
إذ ضعفت صناعة الكتاب والقراءة وقد أشار الاستاذ جودت هوشيار إلى ذلك حين قال:
موقع الكتروني روسي ذكر أن معدل قراءة الكتب في العالم العربي هو ربع صفحة للفرد الواحد سنويا. وهذا أدنى معدل في العالم .في حين ان الفرد الأميركي يقرأ في المتوسط (11) كتابا في السنة ،. وأقل من ذلك بقليل في بريطانيا .وكان يمكن التشكيك بهذه الأرقام ، لو لم يكن المصدر هو لجنة النشر في المجلس الأعلى للثقافة في مصر .
من الجدير بالذكر أن هذه النتائج تشبه إلى حد بعيد البيانات الصادرة عن اليونسكو. فقد ذكرت المنظمة الدولية ، ان معدل عدد الكتب المقروءة في العالم العربي يبلغ ( 30 ) كتابا لكل مليون شخص.، في حين أن هذا المعدل يبلغ ( 854) كتابا لكل مليون شخص في أوروبا
وقد جمع الخبراء المصريون أيضاً بيانات موثقة عن معدل عدد الكتب المنشورة في العالم العربي سنوياً ، حيث بلغ (1650) كتاباً ، في حين وصل عدد الكتب المنشورة في الولايات المتحدة الأميركية سنويا الى حوالي ( 85000) كتاب .
إضافة إلى ما ذكره الموقع السابق نضيف إلى ما قاله ..ان صاحب كتاب وسائل الإعلام والمجتمع ..آرثر اسابيرغر قال في كتابه انه صدر عام ٢٠٠٣م في الولايات المتحدة اكثر ١٦٤ الف كتاب اي بمعدل ٤٥٠ عنوانا يوميا وقد بلغت قيمة صناعة الكتاب حينها ٢٣ مليار دولار اي اكبر من صناعة السينما والفيديو مجتمعتين ..
هذه اميركا التي يظن الكثيرون انها لا تقرأ..والعالم الغربي مثلها في صناعة ودعم الكتاب والتشجيع على القراءة..
خلاصة القول ان العمل على إحياء القراءة كهواية وترميم المكتبات المدرسية امر ضروري ليس مهمة وزارة الثقافة وحدها إنما الأسرة ووزارة التربية والتعليم والإعلام..مسؤولية جماعية فهل ننهض بها؟..
