فرنسا المأزومة تعري نفسها.. والحريات الإعلامية للمتاجرة

الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
وسط تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية في فرنسا، تتزايد مشاريع القوانين التي تقيد حرية التعبير في هذا البلد الذي يدعي زورا وبهتانا أنه بلد الحريات، وما يجري في فرنسا من ممارسات قمعية للشرطة بحق المتظاهرين السلميين المطالبين بأبسط الحقوق الاجتماعية، ينسحب أيضا على باقي الدول الأوروبية، الأمر الذي يؤكد بأن تشدق الغرب بحقوق الانسان هو كذبة كبيرة تتلطى وراءها حكومات تلك الدول لتحقيق مصالحها الاستعمارية.
مشروع قانون الأمن الشامل المثير للجدل الذي تقدمت به كتلة الحزب الحاكم “الجمهورية إلى الأمام” إلى البرلمان الفرنسي ، واقترحه هذا البرلمان، أدخل فرنسا في أزمة بدأت تضيق حول عنق الرئيس ايمانويل ماكرون وحكومته التي تناور منذ الاثنين للخروج من الأزمة السياسية بعد التظاهرات المناهضة لقانون الأمن وعنف الشرطة، التي عززتها قضية تعرض المنتج الأسود ميشال زيكلير للضرب على يد عناصر شرطة ماكرون، بالإضافة إلى الاعتداء الوحشي على صحافيين وإعلاميين شاركوا بتغطية المظاهرات المنددة بالقانون العنصري الجديد، فيما حصلت اعتقالات كثيرة لعدد من الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني، على خلفية المواجهات العنيفة بين المحتجين وقوات الأمن.
اللافت في عمليات القمع ضد المحتجين، هو تلك المفارقات التي كشفت النفاق الغربي، وازدواجية المعايير التي يتعامل بها لجهة احترام حقوق الإنسان، وحرية التعبير، وهذا ما تجلى واضحا من خلال تعرض المدعو أمير الحلبي وهو مصور ينتمي لمنظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية، وكانت الحكومة الفرنسية التي أشرفت على تدريبه كغيره من الإرهابيين الكثر تعتبره ” ناشطا حقوقيا” لأنه فبرك الكثير من الصور والأخبار الكاذبة بما يخص الأحداث في سورية، بغرض استهدافها، ولكن عندما صور لقطات لعنف الشرطة الفرنسية أثناء تغطيته المظاهرات أصبح عدوا لدودا لتلك الحكومة، ولم تتورع شرطة ماكرون عن الاعتداء عليه مع صحفيين آخرين وتهشيم وجهه.
ويشار إلى أن المدعو أمير الحلبي قد حاز كغيره من الإرهابيين على الكثير من الجوائز من قبل منظمات فرنسية وغربية، لدورهم في تلفيق الاكاذيب وتزييف الحقائق عما يجري في سورية، بسياق حملات التضليل الإعلامي التي دأب عليها الغرب الاستعماري في إطار استهداف الشعب السوري، وشرعنة التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي يؤكد مجددا أن الغرب لا يكترث أبدا بقيم الحرية والديمقراطية، وإنما يتلطى خلفها لاستهداف الدول التي تناهض السياسات الاستعمارية التي ينتهجها الغرب، وتقف في وجه أطماعه ومخططاته التخريبية، على غرار ما يحصل في سورية اليوم.
ازدواجية المعايير التي اتبعتها فرنسا والغرب منذ بدء الحرب الإرهابية في سورية تعيد إلى الأذهان أيضا فضائح هذا الغرب وإعلامه الذي عمد على مدى سنوات طويلة إلى تسخير الإرهابيين لتشويه الحقائق وفبركة الأخبار وقلب الوقائع، والذاكرة لم تنس بعد كيف منحت ما تسمى منظمة ” مراسلون بلا حدود” الإرهابي هادي العبدالله قبل عدة سنوات جائزة ” حرية الصحافة” علما أن هذا الإرهابي كان قد تنقل بين العديد من التنظيمات الإرهابية وعمل لحسابها في تلفيق الاتهامات والأخبار الكاذبة، فعمل في البداية كـ «شاهد عيان» من مدينة حمص، اسمه الحقيقي بحسب المعلومات علاء عامر، وقد قام بتغيير اسمه بداية الحرب الإرهابية واعتمد لقب «هادي العبد الله»، وكان من أبرز المؤسسين لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في مدينة القصير، وتمكّن من جمع مبالغ مالية كبيرة مقابل عمليات الإرهابيين، وعمل مع قناة «الجزيرة» وفضائيات أخرى روجت للتنظيمات الإرهابية وقدمت لها كل أنواع الدعم بأشكال مختلفة، ومع سقوط معاقل الإرهابيين في حمص هرب إلى ريف دمشق، ومنها فرّ إلى مدينة إدلب، وظهر في تسجيلات مصورة عدة وخلفه راية هذا التنظيم الإرهابي، كما ظهر في صور تجمعه مع متزعم هذا التنظيم الإرهابي أبو محمد الجولاني، وكذلك ظهر في تسجيلات وصور إلى جانب الإرهابي السعودي عبدالله المحيسني.
كثيرة هي الفضائح التي عرت الغرب وكشفت عوراته، ومجلة “دير شبيغل” الألمانية أماطت اللثام عام 2018 عن إحدى هذه الفضائح وبطلها كان أحد أبرز صحفييها كلاس غيلوتيوس الذي فاز بعدد من أبرز الجوائز الصحفية في البلاد ليتضح لاحقاً أن معظم مقالاته ومواده الإعلامية حول سورية وغيرها من القضايا، كانت قصصا مختلقة أبدعها خياله الواسع، في مثال واضح على تبادل الأدوار بين السلطة والإعلام في الغرب لاستهداف سورية.
كذلك كانت صورة الطفل عمران التي روجت لها وسائل إعلام الغرب عام 2016 والتي رفعتها مندوبة واشنطن السابقة داخل الأمم المتحدة في مسرحية هزلية هدفها تشويه صورة الدولة والجيش العربي السوري هي الأخرى مثال واضح على نفاق الغرب ومعاييره المزدوجة، حيث كشف والد الطفل عمران عام 2017 حقيقة متاجرة الغرب بصورة ابنه والتهديدات والعروض المالية التي تلقاها منهم وكشف تفاصيل الأكذوبة التي صنعها تنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي، وأكد أن مجموعة إرهابية قامت باختطاف ابنه من بين يديه بعد إصابته في حي كرم القاطرجي بحلب وتصويره بغية استغلال هذه الصور والمتاجرة بها عبر وسائل الإعلام المعادية.

آخر الأخبار
70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين