الثورة أون لاين – ريم صالح:
هل هو النفاق الغربي، وتحديداً الفرنسي يتكشف في أوضح صوره اليوم؟!، أم هي النقاط توضع على الحروف، لتزيل أي التباس، ولتقطع الشك باليقين، بأن كل المزاعم حول الحريات والعدالة وحقوق الإنسان التي صدع الغرب رؤوسنا بها ما هي إلا سلع معدة للتصدير الخارجي، ونعني هنا إلى الأسواق الشرق أوسطية والآسيوية والإفريقية واللاتينية لا أكثر ولا أقل، أما على الصعيد الداخلي الغربي فلا محل لها من الإعراب الميداني، حيث أنه هكذا وبقدرة قادر تتحول حرية التعبير عن الرأي إلى إرهاب، وتتحول المظاهرات السلمية المنددة بالسياسات الغربية وبلطجتها وعنصريتها وفاشيتها إلى أعمال شغب وعصيان وفوضى تستوجب مكافحتها بالبارود والنار والغازات المسيلة للدموع، كما تستوجب الزج بكل من يتجرأ على أن يتفوه بحرف في غياهب السجون، كما يتحول أيضاً من سبق وشرعن وجوده السيد الغربي شخصياً، وموّله، واعتبره مدافعاً عن الحرية في سورية إلى عدو، ويباح الاعتداء عليه.
وها هو النظام الفرنسي اليوم أكبر نموذج ماثل أمامنا، بعد أن كشف كل أوراقه، فلا حرية، ولا حقوق لإنسان أو لصحفي إلا في الكتب والدساتير، أي أنها حبر على ورق ليس إلا، وأي شخص استخدمه هذا النظام لتمرير أجنداته، أو لخدمة مصالحه في سورية والمنطقة، سرعان ما يتم رميه في سلة المهملات السياسية، أو حتى معاقبته إذا تمرد على مشغله.
المدعو أمير الحلبي الذي ينتمي لمنظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية هو خير مثال على ما نقول، فهو كان بنظر فرنسا “مدافعاً عن الحرية” لأنه سوّق الكثير من الأكاذيب والصور المفبركة بخصوص ما يجري في سورية، ولكن انقلبت الموازين رأساً على عقب، وما بين ليلة وضحاها تحول هذا الإرهابي الذي كان يتحدث فيما سبق بلسان فرنسا، ويكيل من الاتهامات الباطلة للدولة السورية ما يتناسب وأجندات الإليزيه، إلى مجرم وعدو، بل تم الاعتداء عليه من قبل الشرطة الفرنسية، وذلك فقط لأنه تجرأ على فضح زيف الشعارات الفرنسية، وشارك بتغطية المظاهرات المنددة بقانون الأمن الشامل في فرنسا، والذي يدين الانتهاك الفرنسي للحريات الإعلامية.
ولكنها ليست المرة الأولى التي تتعامل فيها فرنسا وكذلك الغرب مع أدواتها المأجورة بهذه الطريقة، فلطالما سمعنا بالعديد من الإرهابيين ممن حازوا على جوائز من منظمات غربية وفرنسية، وتم وسمهم بوصمات الذل والعار لعمالتهم ولخيانتهم لوطنهم وشعبهم، ومنهم المدعو هادي العبد الله، وهو وغيره الكثيرون ما هم إلا أدوات رخيصة مأجورة سرعان ما سترمى حال نفاد رصيدها، ولا نستغرب زجها في السجون في حال تطاولها على أولياء نعمتها.
في فرنسا مظاهرات حاشدة خرجت لتطالب بحقوقها، ومع ذلك تصر باريس على صم آذانها، وتمضي قدماً في قمعها الوحشي، أما في الناصية المقابلة فهناك إرهاب كوني يتم تصديره إلى الأراضي السورية، وعقوبات اقتصادية لا شرعية جائرة تفرض ظلماً وعدواناً على الشعب السوري الصامد، ومع ذلك يصر الفرنسي وجوقته الغربية على قلب الحقائق وتزييفها، لا بل ويكيل ليس فقط بمكيالين وإنما بمكاييل متعددة، ليترجم وبشكل علني وفاضح سياساته على الأرض، بأن لا حرية إلا له، ولا حقوق إلا لمن ينفذ إملاءاته دون أي نقاش حتى، وبأن كل من يفضح عدوانيته، ويرفض أجنداته الاستعمارية فالتهم الإرهابية بانتظاره.