يبدو أننا دخلنا موسم اعترافات الغرب بشأن تورط حكوماته بإشعال وتأجيج نيران الحرب في سورية، وقد تنكشف المزيد من الفضائح في الفترة القادمة، كدليل جديد على تعثر وتخبط أجندات الدول الغربية وفشل سياساتها في سورية.
فبعد رئيس وزراء هولندا مارك روته الذي أقرّ مواربة بدعم بلاده للإرهاب في سورية عبر قيامه بعرقلة تحقيقات برلمانية بشأن تقديم ملايين الدولارات للإرهابيين، قدّم سفير واشنطن السابق لدى الإرهابيين والمليشيات المرتزقة في سورية جيمس جيفري سبباً (دنيئاً) لوجود القوات الأميركية على الأرض السورية، وهو منع تحرير كامل أراضي سورية من الإرهابيين، وهو إقرار مباشر بأن الوجود الأميركي هو احتلال غير شرعي وغير قانوني ومخالف لميثاق الأمم المتحدة واعتداء سافر على السيادة السورية، لأنه يتم بعيداً عن رغبة حكومتها الشرعية.
ما اعترف به جيفري هو بعض الحقيقة وليس كلها، فما لم يأتِ على ذكره هو أن بلاده تواصل دعم الإرهاب الداعشي في سورية، وتواصل نهب وسرقة خيرات وثروات سورية وتحرم السوريين منها في أوج ضائقتهم الاقتصادية والمعيشية الناجمة عن الحرب الظالمة والحصار الجائر، إذ تستمر قوافل المسروقات الأميركية من النفط وباقي ثروات السوريين بالخروج من معبر الوليد غير الشرعي باتجاه العراق، في حين تواصل واشنطن دعم وتشجيع مرتزقة قسد على المضي قدماً بمشروعهم الانفصالي المرفوض من السوريين جميعاً، ليقدموا الذرائع التي يلهث خلفها نظام أردوغان لتحقيق حلمه العثماني بدعوى الحفاظ على أمنه القومي “المهدد” من الميليشيات الانفصالية.
وما لم يقله جيفري أيضاً هو أن ما يجري في الشمال السوري هو مجرد توزيع أدوار خبيث وتبادل وظائف ومهمات قذرة بين أدوات واشنطن لاستمرار الحرب والإرهاب، لمنع تعافي سورية وعودتها إلى سابق عهدها من الحضور والفاعلية في ملفات وقضايا المنطقة، وقد تجاهل عن عمد حقيقة أن أبناء الجزيرة السورية الذين ينتفضون كل يوم بوجه الاحتلال ومرتزقته ويقدمون الشهداء في نسق تصاعدي لمقاومتهم الشعبية لن يقبلوا ببقاء محتل أو عميل، وأن كل الأفعال الدنيئة التي تمارسها القوات الأميركية وأدواتها سترتد عليها، وسيلتحم شطرا الفرات رغماً عن الانفصاليين الأوغاد، ويتطهر الخابور من رجس الأقدام الهمجية، ويعود لصوص أردوغان ومرتزقته إلى جحورهم مهزومين مدحورين ملطخين بالخزي والعار.
البقعة الساخنة- عبد الحليم سعود