الثورة أون لاين – لميس عودة:
يسعى كيان العدو الصهيوني من خلال عربدته المقيته وفجوره السافر الذي يبلغ ذروته العدوانية في الجولان العربي السوري المحتل لتثبيت واقع احتلالي استيطاني ، وذلك عبر إنشاء توربينات استيطانية ، مستغلاً الظروف الدولية والترهل في المفاصل الأممية ، وانعدام التجريم وغياب المحاسبة من قبل منظماتها التي من المفترض أن تكون أولى مهامها لجم المتطاولين على القوانين الدولية ، مستنداً في ذلك على تماهي إدارة ترامب بشكل كامل مع مخططاته التوسعية.
يستطيل هذا الكيان الغاصب بأوهامه ، معتقداً أنه بقوة النار والحديد وممارسة طقوس البلطجة الاحتلالية والترهيب وتوسيع الاستيطان غير الشرعي على أراضي الجولان المحتل سيتمكن من لي ذراع مقاومة أهلنا في الجولان المحتل التي لم تلن يوماً ولم تخفت شعلة نضالهم وتجذرهم بأراضيهم مهما اشتدت عواصف الإرهاب الصهيوني ، وظلوا مخرزاً في عيون الوهم الصهيوني ، متشبثين بهويتهم السورية مؤكدين أن حقوقهم لا يشطبها تقادم زمني أو اعترافات وقحة من إدارة أميركية مارقة على الشرعية الأممية وقوانينها .
ينتفض أهلنا في الجولان المحتل اليوم كما انتفضوا على الدوام في وجه الكيان الغاصب ومخططاته ومشاريعه الاستيطانية التي تستهدف سلب ومصادرة أراضيهم لتوسيع الاستيطان معلنين على الملأ أن شبكة المؤامرات الأميركية الصهيونية على عروبة الجولان وسورية ، ستدحرها إرادتهم الحرة ومقاومتهم الأبية واستبسالهم بالذود عن أراضيهم وتمسكهم بالحقوق المشروعة التي يكفلها القانون الدولي وتؤكدها كل المواثيق الأممية .
مواجهة أبناء الجولان السوري المحتل التي جرت اليوم ضد مخطط التوربينات الهوائية ، هي حلقة جديدة في سلسلة مقاومتهم للمحتل الغاصب ومخططاته ، وهي امتداد لانتفاضات كبيرة وعظيمة قاموا بها على امتداد تاريخ مقاومتهم للعدو الصهيوني ، فانتفاضتهم عقب إعلان الكنيست الصهيوني بتاريخ 14 كانون الأول 1981 ، قراره السافر ب ـ “ضم الجولان” وما تضمنه من محاولات مسعورة لفرض الهوية الصهيونية والتجنيد الإجباري في جيش الاحتلال ، برهن أهلنا الصامدون في الجولان من خلالها بدمائهم عمق انتمائهم وتمسكهم بهويتهم ورفضهم الانسلاخ عن وطنهم الأم ، كما كانت انتفاضتهم في 14 شباط 1982 رداً على قرار سلطات الاحتلال فرض القوانين والجنسية الصهيونية من أعظم الانتفاضات وأكثرها رسوخاً في الذاكرة الوطنية وصفحة مشرفة في سجلات المجد السورية ، وتمثل رفض أهلنا في الجولان حينها بتمزيق وحرق هوية العدو المفروضة ، ورميها تحت الأقدام ، مرددين بكل فخر وصدق انتماء أن لا بديل من الجنسية العربية السورية ، وأسقط أهل الجولان بانتفاضتهم هذه القرار الصهيوني ، فعقب ستة أشهر من الانتفاضة ، أجبرت سلطات العدو عن التراجع عن فرض الجنسية ، وألغت التجنيد الإجباري ، وأهم انتصار فرضته انتفاضة أهالي الجولان حينها إبراز اسم الجولان المحتل في بطاقة الهوية التي يحملها مواطنو الجولان السوريون محل كيان العدو .
أبناء الجولان السوري الأباة انتهجوا دوماً سياسة المواجهة و الرفض والإسقاط لكل محاولات تهويد وضم حاول الكيان الإرهابي فرضها عليهم على مدار 53 عاماً .
الآن وبعد مضى 53 عاماً على احتلال الجولان ، وما يزيد على 38 عاماً على قرار الضم الباطل قانونياً وشرعياً لم ينجح الكيان المحتل بتمرير أجنداته الخبيثة ، وتطبيق مخططاته العدوانية رغم كل أساليب البطش والتنكيل والاعتقالات التي مارسها ضد أبناء الجولان المحتل .
فالجولان عربي / سوري ، وهو ارض محتلة وسليبة ستتحرر وتعود إلى الدولة السورية ، فكل أرض محتلة مصيرها التحرير ، وكل عدو محتل نهايته الاندحار ، هكذا منقوش في صفحات العزة السورية ، فالأرض السورية لفظت على الدوام وستلفظ كل المعتدين والمحتلين والغزاة شاء العدو الصهيوني ومن يشد على أيدي إرهابه وعدوانيته أم أبى