الثورة أون لاين – سامر البوظة:
هي العقلية الصهيونية ذاتها التي يمارسها الكيان الإسرائيلي الغاصب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة يمارسها اليوم بحق أهلنا في الجولان السوري المحتل ، تلك العقلية القائمة على العدوان والاحتلال والسلب واغتصاب الأراضي من أصحابها الشرعيين وارتكاب أبشع الجرائم بحقهم ، واليوم يواصل هذا الكيان ممارساته الإجرامية تلك لتنفيذ مخططه الاستيطاني الرامي لإقامة مراوح هوائية عملاقة “توربينات” على الأراضي الزراعية ، في إجراء استفزازي يهدف بشكل مباشر إلى تكريس واقع الاحتلال وفرض حالة الأمر الواقع ، خاصة أنه جاء بعد أيام قليلة من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة مجدداً بالغالبية على سيادة سورية على الجولان السوري المحتل ، واعتبار كل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي فيه باطلة ولاغية ، والذي طالب أيضا الكيان الغاصب بإنهاء احتلاله غير الشرعي ، والانسحاب من كامل الجولان السوري حتى خط 4 حزيران لعام 1967 ، والامتثال للقرارات المتعلقة بالجولان ، كما أنه جاء ترجمة فعلية وسريعة للزيارة الاستفزازية التي قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المستوطنات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل الشهر الماضي ، والتي أكد من خلالها دعم بلاده اللا محدود للكيان الصهيوني واحتلاله لهذه المنطقة .
الإجراء الصهيوني الجديد لن يمر ، بل قوبل بحالة من الغضب الشديد من قبل الأهالي الذين انتفضوا منذ الصباح الباكر واحتشدوا على الطرقات المؤدية إلى الأراضي الزراعية التي تخطط سلطات الاحتلال إقامة المراوح الهوائية عليها في مناطق مجدل شمس وسحيتا وبقعاثا ومسعدة ، لمنع الاحتلال من تنفيذ مخططه العدواني وتركيب المراوح على أراضيهم .
وهذا ليس بغريب عن أهلنا الصامدين في الجولان المحتل ، وهم من انتفضوا مرات ومرات في وجه الاحتلال وواجهوه بصدور عارية رفضاً لوجوده الغاصب ، ولإجراءاته القمعية والتعسفية التي يسعى من خلالها إلى إجبارهم على التخلي عن حقوقهم وهويتهم السورية ، وهم نفسهم الذين انتفضوا أيضا ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، في آذار من العام الفائت والذي منح بموجبه الكيان الإسرائيلي الغاصب ، السيادة الباطلة وبغير وجه حق على الجولان السوري المحتل .
ويبدو أن كيان الاحتلال قد نسي أو يتناسى أن هناك في هذه الأرض أناس أصحاب حق ولا يسكتون على الضيم مهما طال الزمن ، والجولان سوري وهذا حق لا يخضع للتفاوض أو التنازل ولا يسقط بالتقادم ، وسورية لن تتخلى عن حقها باستعادته بكل الوسائل التي يضمنها الميثاق ومبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة .
إن أبناء الجولان المحتل الأبطال لطالما أكدوا تمسكهم بأرضهم وبالهوية العربية السورية ، وبمواصلة النضال في وجه الاحتلال حتى تحرير كامل الجولان المحتل وعودته إلى حضن وطنه سورية ، وكما أفشلوا من قبل كل إجراءات الاحتلال سيتمكنون بوحدتهم وصمودهم أن يفشلوا هذا المخطط الاستيطاني البغيض الذي لن يقبلوا به ولن يسمحوا بتنفيذه مهما بلغت التضحيات