لم نكن بحاجة فعلياً إلى اعترافات جيمس جيفري المستقيل من منصبه مبعوثاً للإدارة الأميركية إلى سورية، بأن هدف قوات الاحتلال الأميركي هو منع الدولة السورية من بسط سيطرتها على كامل أراضيها، فهي لم تأت بجديد يفاجئنا او يدهشنا.. فمن من السوريين لا يدرك حقاً ماهية نظام الإرهاب الأميركي، وماذا فعل بالسوريين، وكيف صدر إليهم الإرهابيين المزنرين بمختلف صنوف العبوات الناسفة، وكيف شرعن قتلهم، بل وكيف تعمد خنقهم بـ”قيصره” غير الشرعي، وغير الأخلاقي، وغير الإنساني؟!.
المؤكد للجميع أن الإناء الأميركي بات ينضح اليوم بما فيه من عدوان مقيت ضد السوريين، فالأجندات الأميركية الهدامة والظلامية التي تستهدف الدولة السورية كثيرة، ولا يمكن حصرها فقط بنقطة واحدة، بدءاً من احتلال الأراضي السورية، ومحاولة تغيير واقعها الديمغرافي لخدمة مشاريع تفتيتية واستعمارية في المنطقة، مروراً بنهب آبار النفط والآثار السورية، وصولاً إلى محاولة المساس بالقرار السيادي المستقل عبر اتباع كافة الوسائل الدنيئة من بلطجة وإرهاب، وحتى محاربة السوريين في لقمة عيشهم وقوت يومهم عبر فرض عقوبات اقتصادية قسرية أحادية الجانب.
ولكن وكما يقول المثل فإن العيب والحماقة السياسية واللا أخلاقية لا تغدو عيباً إذا صدرت عن أهلها، هو خير ما يمكن أن يقال عن إدارات الخراب الأميركية، سواء كانت بحلة ديمقراطية أو جمهورية، فما الذي قدمته هذه الإدارة للسوريين منذ بداية الحرب الكونية عليهم وحتى اليوم؟!، بل ما الذي جلبته لشعوب العالم أجمع؟!.
الجواب لا يحتاج إلى أي وقفة تحليلية، أو نظرة تأملية، فالولايات المتحدة لم تجلب إلا الإرهاب والخراب والدمار أينما حلت، وأينما حطت أطماعها الإستعمارية، وإدارات نظام العنصرية والدموية الأميركية لم تخلف إلا ملايين القتلى، وملايين الأرامل والأيتام، وملايين المشوهين بأسلحتها المحرمة دولياً، في سورية والعراق وليبيا وهيروشيما وناكازاكي و و و، أما شعارات العدالة والإنسانية وحقوق الإنسان فهي مجرد شعارات للتصدير الخارجي، وستار تتلطى به أميركا لتتغلغل في شؤون الدول الداخلية.
الوجود الأميركي غير الشرعي في الأراضي السورية هو احتلال، والاحتلال إلى زوال بهمة حماة الديار الذين عاهدوا الوطن وأبناء شعبهم بأن النصر كان وسيبقى قدرهم الأزلي، وبأن تحرير آخر ذرة تراب من براثن الاحتلال الأميركي أو التركي مسألة وقت ليس إلا.
حدث وتعليق- ريم صالح