في القنيطرة ..غلاء الأعلاف رفع أسعار اللحوم والبيض ومشتقات الحليب والمقنن العلفي لا يغني ولا يسمن من جوع
الثورة أون لاين – تحقيق خالد الخالد:
اتفق المعنيون والقائمون على الثروة الحيوانية أن ارتفاع أسعار الأعلاف أدى إلى زيادة أسعار المنتجات الحيوانية وبنسب وصلت إلى أكثر من 400 % خلال أشهر قليلة من العام الحالي، وفي قراءة سريعة لأسعار المواد العلفية في الأسواق الرائجة نجد أنها تعادل ضعف الأسعار لدى المؤسسة العامة للأعلاف، وذلك قبل الارتفاع الأخير في أسعارها لدى المؤسسة العامة للأعلاف.
فعلى سبيل المثال وليس الحصر فإن سعر كيس جاهز حلوب أبقار لدى المؤسسة العامة للأعلاف (19700) ليرة، في حين أن سعره في القطاع الخاص (42000) ليرة، وسعر كيلو النخالة لدى الأعلاف (250) ليرة، ولدى القطاع الخاص (550) ليرة، وسعر كسبة الصويا الخاصة للدواجن لدى المؤسسة العامة للأعلاف (865) ألف ليرة للطن الواحد وفي القطاع الخاص (1,3) مليون ليرة، وسعر كيلو الذرة الصفراء لدى المؤسسة العامة للأعلاف (485) ألف ليرة للطن الواحد وفي القطاع الخاص (700) ألف ليرة للطن الواحد.
مدير الأعلاف يقول:
والسؤال هل مؤسسة الأعلاف قادرة على توفير المواد العلفية للثروة الحيوانية!؟
يقول مدير فرع الأعلاف بالقنيطرة المهندس وحيد السعدية أن المؤسسة تقدم المقنن العلفي (المقنن يأتي على شكل دعم للمربي ولو بالشيء اليسير)، وتم فتح دورة علفية لمربي الثروة الحيوانية بالقنيطرة اعتباراً من تاريخ 24 تشرين الثاني الماضي، ولغاية 28 كانون الثاني القادم، وذلك بناء على قرار مجلس إدارة المؤسسة العامة ووفقاً للمقنن العلفي 10 كغ نخالة للرأس الواحد من الأغنام والماعز، و50 كغ جاهز حلوب للرأس الواحد من الأبقار، منوهاً بأنه تم فتح دورة علفية لمربي الدواجن ولنفس الفترة المذكورة أعلاه وفق المقنن 1100غ للطير الواحد الفروج (700غ ذرة صفراء _ 150غ كسبة صويا_250غ شعير) و1100غ للطير الواحد البياض (500غ ذرة _ 100غ كسبة صويا _ 250غ شعير _ 250غ نخالة، وتسليم مقنن الدواجن يتم بعد إجراء الكشف الحسي على المداجن العاملة المرخصة و الحاصلة على ترخيص مؤقت من قبل لجنة من فرع الأعلاف وبمشاركة مندوب من دائرة الإنتاج الحيواني بمديرية الزراعة.
عدلنا المقنن العلفي:
وبين مدير فرع الأعلاف أن المؤسسة العامة للأعلاف عدّلت المقنن العلفي للدواجن بحيث يصبح 1700 غرام ذرة صفراء و300 غرام كسبة صويا للطير الواحد من الفروج، و250 غرام شعير للطير الواحد من البياض، وذلك ابتداءً من 2 / 12 /2020 ولغاية 28 / 1 / 2021، كما حددت المقنن العلفي للأغنام والماعز بـ 8 كغ نخالة و1 كغ كسبة قطن و1 كغ شعير للرأس الواحد، و50 كغ جاهز حلوب للأبقار، وفي حال عدم توفر مادة جاهز حلوب في المركز يحق للمربي استلام 25 كغ من النخالة للرأس الواحد من الأبقار، بينما يستمر العمل بالمقنن العلفي الممنوح للخيول في كافة الفروع اعتباراً من 2 / 12 وحتى نهاية العام، وتم تعديل التوزيع بالنسبة للأغنام وفق الجداول الاحصائية لعام 2019 بدلاً من جداول تلقيح طاعون المجترات الصغيرة.
ولفت إلى قرار مجلس إدارة المؤسسة العامة للأعلاف بتحديد سعر مبيع المواد العلفية لمربي الثروة الحيوانية لكافة القطاعات (عام _ خاص _ تعاوني) من أرض مستودعات المؤسسة العامة للأعلاف، موضحاً أن طن النخالة 250 ألف ليرة، وكسبة صويا 865 ألف ليرة للطن الواحد، والذرة الصفراء 485 ألف ليرة، وجاهز حلوب 385 ألف ليرة، والشعير 350 ألف ليرة، وكسبة القطن 600 ألف ليرة.
ولكن ماذا عن أسعار الحليب ومشتقاته بعد غلاء الأعلاف!؟
يقول صاحب منشأة صغيرة لصناعة الألبان والأجبان أن أسعار الحليب ومشتقاته ارتفعت خلال الأشهر الستة الماضية بنسبة 400 % في محافظة القنيطرة، حيث كان يباع كيلو الحليب في شهر أيار الماضي بـ 250 ليرة في حين أن سعره اليوم 850 – 900 ليرة.
وبرر صاحب ورشة لتصنيع الألبان والأجبان ارتفاع الأسعار إلى العامل الأساسي وما نسبته 75 % من أسباب الارتفاع، وهو أسعار الأعلاف التي تضاعفت وعدم وجود أي رقابة على التسعيرة، كما أن كمية العلف المدعوم والذي يوزع من مؤسسة الأعلاف وعلى قول المربي (لا تسمن ولا تغني من جوع) ولا تعطي كمية حليب مناسبة، بالإضافة لارتفاع أسعار الأدوية البيطرية وأجور الأطباء البيطريين، مشيراً إلى السبب الثاني وهو التصدير وعدم لحظ حاجة السوق المحلية من الألبان ومشتقاته وتصدير الفائض، بالإضافة إلى غلاء أسعار المشتقات النفطية وعدم كفاية مخصصات القائمين على العمل، مما يؤدي للشراء بأسعار أغلى من السعر المدعوم وكل هذه الإجراءات والقوانين سيدفعها المستهلكون كاملةً، وهي تشكّل ما نسبته بين 10-15 % من الأرباح (تنقص وتزيد النسبة حسب حجم العمل وحجم المنشأة).
لماذا الأسعار متفاوتة؟
وحول تفاوت الأسعار فقد رأى البعض أن ذلك يرجع للطرق المتبعة بالعمل كاستخدام عناصر إضافية ضمن العملية الانتاجية (حليب بودرة أو فرز الحليب قبل البدء بإنتاجه)، وفي نظرة سريعة على الأسعار في محافظة القنيطرة نجد أن اللبن 950 ليرة والجبن البلدي 6000 واللبنة الطرية (سندويش) 4500 ليرة، واللبنة الناشفة (دعابيل للمونة) 6500 ليرة، والقريشة 3500 ليرة، والشنكليش اكسترا ١٠ آلاف ليرة، والشنكليش سوركا 5000 ليرة، والكشك 7000 ليرة، والسمن العربي بقر (منشأ لبن) 15 ألف ليرة، والسمن العربي بقر (منشأ فرازة) 12 ألف ليرة، وجبنة مسنرة (مغلية مقطعة) 8 آلاف ليرة، ولبنة مسحوبة الدسم 3500 ليرة.
وطبعاً جميع الأسعار على اعتبار أن الحليب طازج وخالٍ من أي إضافات أو مواد صناعية.
لكن ماذا عن أسعار اللحوم !؟
وحول هذا اعتبر صاحب ملحمة في القنيطرة أن الأسعار غير مناسبة لدخل المواطن، وأكبر مشكلة تواجه المربين هي غلاء الأعلاف، مؤكداً بأنه لا يوجد تسعيرة عادلة تنصف البائع والمستهلك، فسعر غنم العواس القائم 6300 ليرة والمذبوح 12 ألف ليرة، والهبرة 16 ألف ليرة، والمسوفة 14 ألف ليرة، وأما لحم العجل الهبرة فسعره 14 ألف وقائم ستة آلاف ليرة.
اجتماعات ودراسات:
رئيسة دائرة الإنتاج الحيواني المهندسة تغريد مصطفى رأت أن أسعار اللحوم البيضاء (الفروج) والبيض ارتفعت ارتفاعاً ملحوظاً، وذلك بسبب ارتفاع الأعلاف والأدوية البيطرية والمحروقات، حيث كان سعر الفروج القائم ألف ليرة خلال الشهر الرابع من العام الحالي ليرتفع إلى 2800 ليرة قائم، وليصل إلى 3700 ليرة مذبوحا ومنظفا، مضيفة أنه عُقد اجتماعات عديدة من قبل القائمين على القطاع الزراعي بالمحافظة مع المربين وأصحاب المداجن الخاصة لتأمين مستلزمات الإنتاج وزيادة الكميات اللازمة من المحروقات، والعمل لإعادة النهوض بهذا القطاع الهام من جهة تأمين الأعلاف والصيصان وتربية الفروج لتغطية حاجة السوق، وكذلك تأمين مسالخ للفروج ووحدة للخزن والتبريد على أرض المحافظة، إضافة إلى بحث تكاليف الإنتاج والصعوبات التي تعترض المربين، بهدف وضع خطة عمل وتقديم الحلول المناسبة وبما يعود بالفائدة على المنتجين والمستهلكين والخروج بنتائج إيجابية تنعكس بسرعة على السوق والأسعار ويلمسها المواطن، كون قطاع الدواجن يؤمن احتياجاتهم من اللحوم البيضاء والبيض.
توقف عدد من المداجن:
ولفتت إلى خروج عدد من المداجن العاملة في محافظة القنيطرة وتوقفها عن العمل بعد غلاء الأعلاف، حيث وصل سعر الطن الواحد لنحو (1.3) مليون ليرة وكذلك ارتفاع أسعار الأدوية كون غالبيتها مستوردة، عدا عن ذلك فإن سعر الصوص حالياً 600 ليرة.
ولفتت المصطفى إلى أن أسباب ارتفاع أسعار الفروج والبيض تعود لعدم كفاية الإنتاج المحلي وزيادة الطلب على المادة (العرض والطلب)، وبسبب تحكم التجار وتوريد المادة إلى محافظتي دمشق وريفها.
ارتفاع تكاليف الإنتاج:
من جانبه اشتكى أحد مربي الدواجن بالقنيطرة من ارتفاع التكاليف، مشيراً إلى أن إنتاج الفروج يسير بعدة مراحل ولكل مرحلة تكلفتها، وهي الصوص بـ 600 ليرة، وفحم 650 ليرة، وعلف 5000 ليرة (سعر 4 كيلو)، ونفقات الكهرباء والنشارة وعامل خدمة، وبذلك يجب أن يكون سعر كيلو الفروج القائم الحي (التكلفة الفعلية) 3500 ليرة وخسارة نحو 700 ليرة حيث سعره حالياً 2800 ليرة قائم، علماً أن المزرعة الخاصة تكلف نحو 300 مليون ليرة.
فيما لم تؤيد رئيسة دائرة الإنتاج النباتي هذا الرأي والشكوى وقالت إن المربي حالياً يربح وقد قام بتعويض خسارته التي لحقت به بعد أن كان سعر الكيلو ألف ليرة.