الثورة أون لاين -غصون سليمان
أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان له أمس نداء إنسانياً من أجل مساعدته على تحقيق مساعيه خلال العام المقبل، لإيصال المساعدة العاجلة إلى ٥٤ مليون امرأة وفتاة وشاب في ٦٨ بلداً، بما في ذلك تقديم الرعاية والخدمات الصحية والصحة الإنجابية لمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي ودعم الناجين. وأوضح البيان أن القيمة الإجمالية الواجب توفيرها تبلغ حوالي ٨١٨ مليون دولار. للتخفيف من تداعيات “كوفيد-19” الذي أدى إلى إجهاد النظم الصحية العالمية، حيث بات من الواضح أن النساء والفتيات اللاتي يعشن في أزمات إنسانية تضررن بصورة أكبر من هذا الوباء، نتيجة لانقطاع خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة، وارتفاع حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتزايد الحاجة إلى الدعم النفسي.
وفي هذا السياق ذكرت الدكتورة ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، بأنه غالبًا ما يتم التغاضي عن حقوق النساء والمراهقات والتغافل عن احتياجاتهن في حالات الطوارئ، منوهة بأن الأمر أصبح أكثر سوءاً مع تفشي فيروس كورونا، وهو ما يتجلى في تزايد حالات عنف الشريك، والعنف الجنسي، وزواج الأطفال.
وأكدت كانيم على حق كل امرأة وفتاة في العيش بسلام في مسكنها سواء أكانت تعيش في منزل أن خيمة أم مخيم للاجئين، وحقها كذلك في التمتع بالصحة الجيدة والرفاه والعيش بكرامة سواء أكانت في منطقة حرب أم كانت من النازحات أو المتضررات من إحدى الكوارث الطبيعية. ويمكن أن يكون التمويل هو الشعرة الفاصلة بين الحياة والموت في وقت الأزمات.
ولفتت مديرة الصندوق إلى أن توجيه الاستثمارات لدعم النساء والفتيات وتعزيز أدوارهن القيادية يسهم في تحسين آفاق السلام المستدام والازدهار والتنمية.
وتعتبر مناشدة صندوق الأمم المتحدة للسكان، من خلال هذا النداء الإنساني، هو تأكيد على ضرورة مواءمة خدمات الصحة الإنجابية وخدمات مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وخدمات الصحة العقلية والدعم النفسي بما يتفق مع الظروف التي فرضها فيروس كورونا ودمجها في المنظومة الصحية. ودعا الصندوق في بيانه إلى توجيه المزيد من الاستثمارات إلى المنظمات المحلية التي تقودها النساء والمنظمات الشبابية التي تتولى تقديم التدخلات وصناعة التغيير في الخطوط الأمامية. للتعافي من “كوفيد-19”
حيث نجح صندوق السكان خلال العام ٢٠٢٠ من تحقيق الدعم والتعاون من ناحية تقديم خدمات الصحة الإنجابية إلى أكثر من ٧ ملايين امرأة في ٥٣ بلداً. وكذلك تقديم مستلزمات وخدمات تنظيم الأسرة إلى ٤،٤ ملايين شخص في ٤٩ بلداً.
وتقديم الخدمات الموجهة للقضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي إلى ٢،٢ مليون شخص.
وتسلط “النظرة العامة على العمل الإنساني للصندوق لعام 2021” الضوء على أكبر الأزمات التي تواجه النساء والفتيات في العالم. ومن ضمن البلدان التي تحتاج للدعم المادي والصحي منها على سبيل المثال لا الحصر اليمن، سورية، السودان، جمهورية الكونغو الديموقراطية، فنزويلا والدول المجاورة، بنغلادش.. وغيرها من الدول الأخرى نتيجة تدهور الأمن الغذاني والحروب الدائرة وتفشي الأمراض المختلفة لاعتبارات كثيرة.
وأكد بيان الصندوق على وجوب توفير ٨١٨ مليون دولار من أجل تقديم الخدمات الأساسية والخدمات المنقذة للحياة إلى النساء والفتيات اللاتي تضررن من الأزمات عام 2021.