الثورة أونلاين – عائدة عم علي:
في كل يوم يجدد أهلنا في الجولان عمق انتمائهم لوطنهم الأم سورية وتشبثهم بأرضهم وهويتهم ورفضهم محاولات الكيان الصهيوني الباطلة لتهويد الجولان، وتصديهم لإجراءات سلطات الاحتلال الأمر الذي تجلى منذ اليوم الأول لاحتلال الجولان من خلال نضال منظم وموقف وطني موحد في التصدي للاحتلال وعربدته، واليوم يستكمل أهلنا في الجولان مسيرة نضالهم التي لم تتوقف يوما، والإضراب الشامل الذي ينفذونه اليوم في سياق تصديهم لمشروع التوربينات الاستيطاني، دليل على ثباتهم وصمودهم، وتحديهم لجبروت الاحتلال، مؤكدين عزمهم على مواصلة الدفاع عن أرضهم، ولاسيما أن تاريخهم النضالي المشرف يشهد لهم بقوة بأسهم وإرادتهم، وعدم مساومتهم على ذرة من تراب الجولان المحتل.
رغم الإرهاب الصهيوني الذي تجلى اليوم من خلال الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على المتظاهرين بين قريتي مجدل شمس ومسعدة المحتلتين احتجاجاً على مخطط الاحتلال إقامة توربينات هوائية عملاقة على أراضيهم، والتي أدت إلى إصابة العشرات منهم بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموعو ، عدا عن اعتقال أخرين، إلا أن إرادة الصمود والمقاومة المتجذرة في نفوس أهلنا في الجولان انتصرت على جبروت الاحتلال، حيث أكدت المعلومات الواردة أن الأهالي الذين انتشروا لحماية أراضيهم ومنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من الدخول إليها أجبروا الاحتلال على الرضوخ لمطالبهم بعدم دخول أراضي بلدة سحيتا المحتلة مجدداً لإقامة التوربينات، وأجبرته أيضا على الإفراج عن المعتقلين تباعاً مقابل فض الاعتصام، حيث أطلقت قوات الاحتلال سراح 4 معتقلين تحت ضغط الأهالي الذين رفضوا فض الاعتصام حتى الإفراج عن كافة المعتقلين.
انتفاضة أهلنا في الجولان السوري المحتل اليوم تشكل تجسيدا عمليا لمقاومة الاحتلال وسياساته الجائرة بالضم والتهويد، وهي امتداد لملاحم البطولة في الكفاح والصمود والتمسك بالهوية والموقف الوطني، وشاهد حي على عجز الاحتلال عن مواجهة إرادة أهلنا في الجولان المحتل وتمسكهم بهويتهم وترابهم، وعجزه عن ترهيبهم مهما استخدم العديد من وسائل القمع والبطش والاعتقال التعسفي، ومواصلة أهالي الجولان المحتل مقاومتهم لمخططات وقرارات سلطات الاحتلال الهادفة إلى الاستيلاء على أرضهم ومقدراتهم ومحو هويتهم الوطنية، شاهد على تمسكهم بانتمائهم إلى وطنهم الأم سورية، وتأكيد على استمرارهم في الوقوف إلى جانبه في وجه ما يتعرض له من تآمر وعدوان إرهابي، ليثبتوا بذلك أن الجولان كان وسيبقى جزءا أساسيا من أرض سورية مهما طال الزمن.
مهما أوغل الاحتلال في ممارساته وإجراءاته وقراراته الباطلة المرفوضة سيبقى أهلنا في الجولان السوري المحتل على العهد في مواصلة مسيرتهم النضالية ومقارعة الاحتلال وإجراءاته القمعية التعسفية حتى تحرير كل شبر من تراب الجولان العربي السوري المحتل.