هي حروب مصطلحات وفكر، ومحاولات تشويه تاريخنا، وثقافتنا وقيمنا وتلويث كل جميل وبهي في مجتمعاتنا، لم تبدأ أمس، ولن تنتهي غدا، أعد لها الأعداء الكثير من الخطط والاستراتيجيات، طوروا أدواتهم، أساليبهم، ومازالوا يفعلون، وفي الطريق إلى ما يريدون ثمة معارك عسكرية، وفكرية، واجتماعية، لم يبق لون من ألوان السلاح المادي والفكري، إلا واستخدموه، لن ننكر أنهم حققوا شيئاً مما يريدون، ونرى نتائج ذلك على الأرض، وفي المشهد الذي يسود المنطقة، ولكن هل وصلوا إلى ما يريدون تماماً، هل انتهت الحرب، وخسرنا الجولات كافة؟.
بالتأكيد: لا، لم تنته الحرب، وكما ربحوا جولات، ربحنا أكثر، وسنمضي إلى النصر الذي نعده منجزاً نهائياً، حققنا في الميدان ذلك، وفي مسارات المعارك الأخرى التي استغلها المتآمرون، شخصنا الداء، ونعرف الدواء، بمهارة الطبيب الماهر الذي يضع مبضعه على كل خلية غير قابلة للحياة، ويمكن لها أن تؤذي الخلايا الأخرى، كان السيد الرئيس بشار الأسد يفعل ذلك، في اللحظات الفارقة التي لا بد من أن تكون مفصلية في التوجهات الكبرى في العالم، ومنطقتنا تحديداً، وأكثر تخصيصاً عالمنا العربي، تحولات الفكر والتوجهات والعلامات الكبرى، كانت الكلمة المهمة للسيد الرئيس في جامع العثمان .
هي كلمة مكاشفات، ومصارحات كبرى، كما التشخيص الذي كان لا بد من إعلانه على الملأ ودون مواربة، ليكون الجميع أمام مسؤولياتهم الكبرى، من المواطن إلى أعلى هرم في المسؤولية على امتداد الوطن العربي، لحظة أن تعلن أن هذا المرض، وهذا الدواء، والشفاء ليس معجزة، بل العجز ألا نعمل على البدء بالدواء.
لقد حشد الغرب كل أدواته التضليلية التي أنجزها ليشوه صورتنا، وفي المواجهة ظهرت ثغرات كبيرة لدينا، تم سد بعضها، وبعضها الآخر لا يسد بين ليلة وضحاها، إنما لابد من عمل فكري وسياسي واجتماعي ومؤسساتي يبدأ من الأسرة إلى كل المؤسسات المعنية، جسد واحد، غاية واحدة، لحشد ميراث وثقافة وحضارة عشرة آلاف عام من ثرائها وقوتها وتنوعها، وعمقها الإنساني والإيماني، لمواجهة كل العفن الذي أصاب المنطقة وهو عفن التطرف والإرهاب، وصل إلى قسم ممن غرر بهم، وانقلب إلى أفعال أخرى حين لم يجد المزيد ممن يمكن أن يكونوا حطباً له.
في آليات العمل والمواجهة والدواء الذي علينا العمل به، ثمة الكثير مما يجب أن ينجز، بعقل مفتح على المشهد كله، وهذا دور أساسي في جدار الصد النهائي للعدوان، وتحصين الذات، لم نهزم، ولن نهزم، طاقاتنا الكامنة يجب أن تفعل إلى المدى الأقصى، ومنهاج العمل في اتقاد مبناه ومعناه، أمامنا، تبقى إرادتنا على المضي بخطا ثابتة نحو الفعل، وهذا واجب الجميع، ومسؤوليتهم.
معا على الطريق-بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن