الثورة أون لاين:
لم يستفق العالم من وفاة أسطورة الأرجنتين دييغو مارادونا الشهر الماضي حتى استيقظ صباح الخميس على وفاة معجزة إيطاليا باولو روسي عن عمر 64 سنة بعد معاناة مع المرض.
ورسخ روسي مكانته كأحد أعظم من قدموا أداء فردياً في بطولة كبرى، بعد أن قاد إيطاليا للفوز بلقب كأس العالم 1982 في إسبانيا بعد صيام طويل، رغم أنه لم يجد الدعم حتى في بلاده.
وتحول روسي من لاعب مكروه إلى معشوق للجماهير في إيطاليا والعالم بعد قصته الدرامية الحالمة في مونديال إسبانيا، حيث أدين عام 1980 بالإيقاف 3 سنوات بسبب التلاعب بنتائج المباريات.وتلطخت سمعة مهاحم فريق جوفنتوس، لكن القدر منحه فرصة لدخول التاريخ بعد تقليص العقوبة إلى عامين، وحينها تحدى المدرب إنزو بيرزوت العالم وضم روسي إلى تشكيلته.
وهاجمت وسائل الإعلام الإيطالية والجماهير اختيار روسي بداعي لياقته البدنية السيئة بعد غياب طويل عن الملاعب، لكن بيرزوت راهن على موهبته الفطرية ولمسته الحاسمة أمام المرمى. وواجه المدرب شماتة بعد التعادل في أول 3 مباريات في المونديال، ولفشل روسي في هز الشباك، لكنه أصمت الألسنة بعد (هاتريك) روسي التاريخي خلال الفوز 3-2 على البرازيل في الدور الثاني.وحمل الجمهور روسي على الأعناق بعد أداء استثنائي قاد به إيطاليا للفوز بكأس العالم، بعد تسجيل هدفين في نصف النهائي خلال الفوز 2-0 على بولندا، وهدف في النهائي (3-1) أمام ألمانيا الغربية، ليحصد جائزتي هداف البطولة وأفضل لاعب بالنهائيات، كما نال الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا في نفس العام.
ويبقى روسي هداف إيطاليا التاريخي في بطولة كأس العالم برصيد 9 أهداف، مناصفة مع كريستيان فييري وروبرتو باجيو، ورغم كل إنجازاته أصر حتى نهاية حياته على تبرئة ساحته من تهمة الغش في النتائج، ويدافع عن سمعته كرياضي نزيه.