لم يعد هناك شك في ان العدو الاسرائيلي لن يستطيع الصمود داخلياً بسبب ازماته المتلاحقة التي ستؤدي الى انهيار كيانه اقتصادياً وما يستتبع ذلك من انهيارات اجتماعية وربما امنية ، لذلك فهو في انتقال السلطة من ترامب الى بايدن ، يسعى الى تصدير ازماته بالحروب سواء في غزة او سورية او لبنان او ايران ، وما تحرشاته الاخيرة وتهديداته بالاغتيال شخصيات قيادية ومؤثرة في محور المقاومة الا تمهيداً لهذه الحروب لكن” اسرائيل” لا تريد ان تكون هي البادئة بها لذلك تقوم بعملياتها العدوانية ليتم الرد عليها من دولة من دول المواجهة او من المقاومة بعملية موجعة تعطي مبرراً للرد (الدفاعي) لتحظى بالغطاء الاميركي والاوروبي وبالتأكيد الدعم إن لم نقل المشاركة في مرحلة اصبحت تضمن فيها مواقف دول ” التطبيع ” .
فهل تجهز إسرائيل نفسها للقيام بعدوان جديد ؟ وهل ستذهب بعيداً تجاه إيران؟ أم أن ما تقوم به مجرد تصفية حسابات ؟ خصوصاً وانها تدرك ان اي سيناريو للحرب لم يعدمجرد نزهة وانها وحلفاءها سيدفعون الثمن كبيراً وقد يكون تغييراً في خريطة المنطقة لا وجود لاميركا واسرائيل فيها .
ان “اسرائيل” كيان عدواني، ويعمل دائماً على تجاوز ازماته بالحروب . فهي وان تباهت دائماً بقوتها تدرك ان كيانها غير متماسك .
ولولا ادعائها بالخطر الخارجي لدخلت في أتون صراع داخلي يؤثر على ديمومته ككيان قوي، يريد ان يرسخ قوته بما يسمى اتفاقيات السلام التي شهدناها مؤخراً وآخرها المملكة المغربية بعد اعتراف اميركا بالصحراء الغربية جزءاً منها، وهذا يظهرها ككيان ممكن التعايش معه ، بينما هي في الحقيقة تخترق الدول المحيطة بها للهيمنة عليها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وصولاً إلى استكمال مشروعها الصهيوني الكبير . وفتح اسواق تحقق رفاهية الصهيوني فيتعزز صموده على أرض فلسطين، بدلاً من ان نرى العديد منهم يحزمون حقائبهم للعودة من حيث أتوا.
إن سيناريو شن العدوان لم يتوقف، وتزداد احتمالاته في الايام القادمة لأسباب تتشابه مع حرب الفرقان او (الرصاص المصبوب ) 2008-2009 التي بدأت مع نهاية ولاية بوش الابن وبدء ولاية اوباما . وفي هذه الفترة كان العالم يعيش احتفالات أعياد الميلاد، فهل يا ترى يعيد التاريخ نفسه وهل تتوسع الحرب ؟
ومن اسباب احتمال العدوان فشل إقرار قانون الموازنة في إسرائيل والحديث عن انتخابات مبكرة يرفضها نتنياهو الذي سيضطر للذهاب لخيار الحرب هرباً من محاكمته بقضايا الفساد، اضافة الى اشتداد أزمة كورونا في قطاع غزة في ظل حصار مشدد.
كما ان البيئة الاقليمية لم تعد تشكل عقبة أمام إسرائيل لاستباحة الدم الفلسطيني او العربي في مرحلة انتقالية لترامب تتضاءل فيها فرص تحقيق نتنياهو الفوز وتشكيل الحكومة المقبلة في حال ترجيح سيناريو الانتخابات المبكرة للمرة الرابعة .
إن فرص اندلاع العدوان تجاه غزة أو لبنان أو سورية أو حتى إيران تبقى قائمة، وقد يكون الهدف قطاع غزة أكثر من غيره لاعتبارات كثيرة اهمها استسهال العدوان على القطاع ، ظناً من حكومة نتنياهو انها ستستفرد بأهله، وتحصد انتصاراً من دون ان تضطر لتوسيع رقعة الحرب .
ولكن يبقى السؤال الاهم وهو : هل ستكون هذه الحرب هي الاخيرة لـ”اسرائيل” ؟
وإن غداً لناظره قريب.
معاً على الطريق- د .عبد الحميد دشتي