طقوس الانتماء

 

أيام زمان كنا عندما نكون في الطريق إلى المدرسة ونكون متأخرين ونسمع تحية العلم نقف باستعداد في الطريق لحين انتهاء النشيد الوطني، كنا أيام زمان ننتظر يوم الجمعة المخصص “للفتوَّة” الذي غالباً ما يكون للنظافة العامة أو إزالة الأعشاب على جوانب الطريق أو لزراعة الأشجار في مواقع محيطة بالقرية، أو لتعبيد طريق ما.

اليوم عندما نعود لقرانا والمدارس التي تعلمنا فيها ينتابنا شعور جميل بالانتماء لتلك الجغرافيا، فهذه الأشجار نحن من زرعها، وهذا الطريق نحن من قام بتعبيده في المعسكر الإنتاجي وهناك أشياء أخرى يطول ذكرها.

الانتماء طقوس تربينا عليها في الأسرة والمدرسة ومن خلال المناهج المدرسية، وتوسعت لاحقاً مع خروجنا لمجتمع أكبر وهذه الحالة تربت عليها أجيال كثيرة إلى أن أتى زمن تاه فيه القرار وألغيت مفاهيم وطقوس، وفي أيامنا هذه نحصد سلبية وخطأ قرارات ألغت دروس الفتوة “الشباب” وليس التربية العسكرية كما فسرها من سعى للقرار، فالفتوة كانت معنية بتطبيق النظام في المدرسة، وكانت معنية بالإشراف على النظافة الشخصية من قص أظافر إلى الشعر والهندام والدخول إلى الصفوف والخروج منها، وكانت معنية برفع المعنويات وبناء الثقة والاعتزاز بالنفس، وعندما ألغيت سادت الفوضى وتغير مظهر الطلاب وتسريحات الشعر والموضة والسلوكيات، وأصبح الكثير من الطلاب في الشوارع والمقاهي خلال ساعات التدريس يدخنون ويتباهون بذلك، وتغيرت اهتماماتهم ولم تعد تعنيهم النظافة ولا المكان، وكل ما سبق ذكره ساهم به تجاوز في قرارات تعيين مديري مدارس لا يملكون الخبرة ولا الشهادة ولا الفئة الوظيفية ولا عدد سنوات الخدمة، وهذا وذاك يعكس حالة مدارسنا اليوم وحالة ومظهر طلابنا الذين لا يشعرون لا بالانتماء ولا المسؤولية، وليس لعيب فيهم بل لعيب تربوي في الأسرة لحد معين والمدرسة بشكل كبير.

الانتماء ثقافة مجتمعية تعززها طقوس تربوية ممنهجة معمقة بتعليمات وقرارات ومتابعة من جهات أعلى، وعندما تغيب هذه الأسس نرى الفوضى وخلط المفاهيم والاختلاف على القيم والمعايير الأخلاقية.

 

على الملأ- بقلم مدير التحرير-معد عيسى

آخر الأخبار
الاستثمار في الشباب.. بين الواقع والطموح د.عمر ديبان: حجر الأساس لإعادة بناء سوريا القوية  "حساب السوق لا ينطبق على الصندوق" تحديد أسعار المطاعم وتكثيف الرقابة الحل الأنجع "مجزرة الكيماوي".. الجرح النازف في أعماق الذاكرة .. المحامي زهير النحاس : محاسبة المجرمين ركيزة لبنا... إنارة الشوارع بجهود أهلية في الذيابية تعاونيات إنتاجية فلاحية بالتعاون مع المنظمات الدولية الفطر المحاري .. جدوى اقتصادية عالية..  تدريب السيدات بمصياف على زراعته المراكز الثقافية تفتقد أمزجة المثقفين..  تحولات الذائقة الثقافية أم هزالة الطرح..؟! عصام تيزيني لـ"الثورة": الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية تحسن واقع الصناعيين والمواطنين المناخ في سوريا .. تحديّات كبيرة على التنمية والأمن الغذائي  فايننشال تايمز: سوريا الجديدة في معركة تفكيك امبراطورية المخدرات التي خلّفها الأسد يفتح آفاقاً واسعة لفرص العمل.. استثمار "كارلتون دمشق".. يعكس أهمية التعاون العربي   الموفدون السوريون يطالبون بالعفو والعودة عبر "الثورة".. والوزارة ترد   ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر