إصابات بين معلمي ومعلمات مدارس حمص بالكورونا.. الصحة المدرسية: أغلقنا 14 شعبة صفية لمدة خمسة أيام ومن الضروري عدم الاستهتار بالمرض

الثورة أون لاين – تحقيق سلوى الديب:
وردتنا العديد من الشكاوى من أهالي طلاب المدارس في محافظة حمص، تتحدث عن تغيب المدرسين عن الدوام وثبوت إصابتهم بفيروس كورونا، فكان لنا جولة على عدة مدارس التقينا خلالها مع المدرسين والأهالي للإطلاع على واقع الأمر.
مدرسة أحمد صالح عيسى حلقة أولى
التقينا مع أحد الأهالي السيدة رغدة التي قالت: نحن نعيش بحالة رعب، كلما أرسلنا أولادنا إلى المدرسة، فولدي في الصف الأول الابتدائي وإلى جانبه في المقعد اثنان من زملائه، وبرغم كل التوصيات لا يلتزم بوضع الكمامة، ولا التزام بتطبيق التباعد المكاني، وقد علمنا من مصادر موثوقة أنه ثبت إصابة أربع مدرسات في المدرسة بفيروس كورونا بعد إجراء المسحة لهم.
إحالة العديد من المدرسين للصحة المدرسية
مديرة المدرسة إلهام شاهين قالت: عندما تشعر أي معلمة بعارض صحي فوراً يتم تحويلهم إلى الصحة المدرسية، وقد قمنا بإحالة العديد من المدرسات، حيث تقوم الصحة بإعطائهم إجازات هم وأولادهم، حتى يتم التأكد من شفائهم من العارض الصحي بإثبات من الصحة المدرسية.
أما الإجراءات التي نقوم بها فهي تعقيم المدرسة يومياً ووضع المعقمات حتى في الخزانات، لدينا في المدرسة مشرفتان صحيتان، ونقوم بحال ظهور إي أعراض بإحالة التلميذ إلى الصحة المدرسية، حيث تقوم الصحة بتقدير الحالة وكم يوم يجب أن يتغيب الطالب، كنا نتمنى تخصيص المدرسة باهتمام أكثر كونه ظهرت العديد من حالات الإصابة، وإجراء مسحات إجبارية لكافة الطلاب والمعلمين، وأعتقد أن سبب المشكلة الكثافة العددية حيث لدينا في المقعد الواحد ثلاثة طلاب في الصف الأول، نحاول المحافظة على التباعد المكاني قدر المستطاع ولكن ليس لدينا قاعات إضافية، فلدينا في العديد من الشعب الصفية 42 طالبا فمن المستحيل تحقيق التباعد المكاني، ونقوم بتعقيم الحمامات كل فرصة وفي نهاية الدوام تشطف المدرسة كاملة بالمعقمات، ونقوم دائماً بتوجيه إرشادات توعوية للأطفال حول أعراض الكورونا في المدرسة وعلى صفحة المدرسة (الفيس بوك)، ونقوم بالتأكيد على النظافة العامة وغسل الأيدي بالماء والصابون باستمرار وارتداء الكمامة..
إحدى المعلمات المصابة بالكورونا
وتحدثت ميسون سليمان التي تم شفاؤها بالقول: لدينا في المدرسة أكثر من إصابة بين المدرسات، وتظهر الأعراض على الطلاب وعندما نخاطب الأهل تكون الإجابة إنه كريب، والأغلبية يرفضون إجراء المسحة وقد قمت أنا وزميلاتي، بمراجعة الصحة المدرسية بهدف أخذ إجازة كوننا نعاني من الإرهاق، اكتشفنا إصابتنا بالكورونا بالصدفة، حيث قامت الصحة المدرسية بإجراء مسحة لنا، لتكون النتيجة إيجابية.
مدرسة مدحت إبراهيم حلقة ثانية
معاونة مديرة المدرسة رجاء رسلان أوضحت أن هناك إجراءات وقائية يتم اتخاذها في المدرسة، حيث تم التأكيد على طلابنا لارتداء الكمامات وحققنا 80% من الالتزام، مع التأكيد على الطلاب الذين لديهم عارض صحي كالرشح، وقد كانت المشكلة لدينا فقط في الصف الأول الإعدادي حيث إن أعدادهم كبيرة، فقمنا بافتتاح شعبة جديدة لنضع طالبين اثنين في المقعد، ونحاول الحفاظ على التباعد المكاني في الباحة حيث يخرج طلاب الصف الأول الإعدادي للباحة الخلفية، أما الباحة الرئيسية فيخرج إليها بالتناوب في الفرصة الأولى طلاب الثاني الإعدادي وفي الفرصة الثانية الثالث الإعدادي.
لا يتحمل الطلاب ارتداء الكمامات
وتحدثت المرشدة الصحية هيا إبراهيم عن دورها بالقول: إن دورنا يبدأ من الصباح الباكر بتفقد نظافة الحمامات ووجود الصابون على المغاسل، ونظافة الشعب الصفية، والتأكيد على وجود المعقمات مع الطلاب والتأكيد على ارتداء الكمامات، ولكن المشكلة بعدم مقدرة الجميع على تحمل الكمامة.
ولم يثبت وجود حالات كورونا في المدرسة، ومع ذلك نقوم بإعطاء أي طالبة لديها عارض صحي إحالة للصحة المدرسية ولا نسمح بعودتهم إلا بموافقة الصحة.
مدرسة رشاد رشيد حلقة ثانية
التقينا إحدى المدرسات وأعربت عن تخوفها بوجود العديد من الإصابات في المدرسة، وقالت: لدينا العديد من المدرسات اللواتي أُخِذَ لهنَّ مسحات وقمن بحجر أنفسهن تحسباً، وابنتي في ثانوية عبد الوهاب الأسعد لا تداوم إلا قليلاً بسبب تغيب أغلب المدرسين، والطلاب الذين يقاومون قلائل، وكمية المعقمات قليلة ولم يتم توزيع أي كمامات من مديرية التربية، علماً أن أغلب الأهالي عاجزين عن شراء الكمامات لأبنائهم، وأغلب ما تقوم به المدرسة نشاط شخصي بهذا الخصوص، وأغلب ما يطرح عبر وسائل الإعلام لا يطابق الواقع، حيث إن الإصابات كثيرة، ماذا ينتظر المعنيون لاتخاذ إجراءات فاعلة إلى أن يموت نصف الطلاب؟
ثبت إصابة طالبة:
مديرة المدرسة هيفاء بعريني قالت: نحن كمدرسة نقوم بالتعقيم يومياً وقد أرسلت التربية مشرفة صحية ونستخدم الماسح الحراري بشكل دائم، وأي حالة نشك بأمرها تحال إلى الصحة المدرسية، وقد ثبت لدينا إصابة طالبة من خلال المسحة، فقمنا بإغلاق الشعبة الصفية مدة أسبوع، بعد استدعاء دكتور الصحة المدرسية والمشرفة الصحية حيث قاموا بإجراء مسح حراري لكافة الطالبات، ونحن غير قادرين على تطبيق التباعد المكاني فلدينا 16 شعبة صفية وكل شعبة فيها 33 طالبة، علماً أن المعقمات المقدمة غير كافية لتعقيم المدرسة بشكل يومي، فنقوم بعملنا وفق الإمكانيات المتاحة.
مدرسة عبد الوهاب الأسعد:
مدير المدرسة عدنان ديب قال: ينتشر المرض بين المدرسين غالباً، ربما لأن مقاومة الطلاب أكبر من مقاومة من هم أكبر منهم سناً، وهناك 6 مدرسين أجريت لهم مسحات وكانت النتيجة إيجابية، وأغلبهم تعافى، ويوجد لدينا طالبتان مصابتان بالكورونا وقد طلبنا من ذويهم تغييبهم عن المدرسة حتى التأكد من شفائهم، والمشكلة واحدة بكافة المدارس هي الكثافة العددية حيث لا توجد في الحي سوى ثلاث ثانويات، ونحتاج في المدرسة لملحق لتخفيف الازدحام أو لتزويد الحي بثانوية جديدة، فيوجد لدينا في المدرسة 900 طالبة و23 شعبة صفية، ولتحقيق التباعد المكاني يجب أن يكون لدينا 30 شعبة صفية، ونسبة الغياب لدينا كبيرة حيث نعطي إذن لأي طالبة لديها عارض صحي، حتى المذاكرات نقوم بتعويضها لاحقاً عند عدم حضور الطالبة نتيجة العارض الصحي.
الصحة المدرسية:
وتابعت (الثورة) مع الدكتور غياث عباس مدير الصحة المدرسية بمحافظة حمص جملة الطروحات والتساؤلات المعروضة من قبل بعض المدرسين والأهالي بهذا الخصوص، والذي قال لا نستطيع إنكار وجود الفيروس وانتشاره أصبح واقعا لكن هناك استهتارا بقواعد السلامة في المجتمع، وأضاف حالياً نحن في فصل الرشوحات والانفلونزا والكريب، والتي أعراضها تشبه الكورونا، ما جعل المهمة صعبة أمام الفرق الطبية، وهذا استدعى منا إجراء التحاليل والمسحات للجميع وهذا الأمر متعذر بسبب عدم توفر الإمكانيات والمواد اللازمة لإجراء مسحات لكل من يشتبه بإصابته بالكورونا بوجود جهاز واحد في محافظة حمص لدى مديرية الصحة.
وأكد الدكتور عباس بالقول: في حال ثبوت إصابة أي مدرس من خلال المسحة يتم منحه استراحة لمدة 14 يوماً لتنفيذ الحجز المنزلي، وقد استجابت المديرية لكافة البلاغات الواردة من المدارس بخصوص الاشتباه بأي إصابة من خلال إرسال كادر طبي للتحقق والتأكد.
المبالغة والتهويل:
ولفت عباس إلى وجود تهويل ومبالغة أحياناً في الحديث عن انتشار الفيروس في المدارس، الأمر الذي أثر سلباً وأدى إلى تغيب الطلاب عن مدارسهم، مع العلم أن أرقام الإصابات متبدلة يومياً، أي لدينا إصابات يومية وحالات شفاء، وأغلب حالات الإصابات عند المعلمين متوسطة حيث تم شفاء وعودة الأغلبية العظمى لعملهم، وبالنسبة للطلاب لم نسمع بدخول أحد للمشفى، وإنما كانت حالات خفيفة تعالج منزلياً.
إغلاق 14 شعبة صفية:
وكشف الدكتور عباس عن إغلاق 14 شعبة صفية في مختلف المدارس التي تم الإبلاغ عن وجود اشتباه إصابات فيها، وهذا الإغلاق تم لخمسة أيام، وبعدها كنا نقوم بتعقيم الصف وتنظيفه، مؤكداً بالقول إنه ورغم وجود الجائحة إلا أن المدارس ليست هي المحرك الأساسي لها، فالفيروس منتشر وهناك استهتار واضح من المواطنين بعدم التقيد بالإجراءات الوقائية، كذلك واجهتنا حالات لمعلمين رفضوا إجراء مسحات رغم ظهور الأعراض عليهم، وذلك بسبب الخوف من تنمر المجتمع عليهم، علماً أنه مرض لا عيب فيه ولا يتعلق بالشرف والأخلاق، بمقابل ذلك هناك بعض الأهالي يصرون على إرسال أبنائهم إلى المدرسة رغم مرضهم (ترفع حروري) وهذه من الأسباب التي تدفع باتجاه زيادة عدد الإصابات وانتشارها.
وأنا أناشد الأهالي وأولياء الأمور التعاون، بهدف ضمان سلامة وصحة الطالب والمعلم.

آخر الأخبار
مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان درعا.. إنارة طريق الكراج الشرفي حتى دوار الدلّة "اللاذقية" 1450 سلة غذائية في أسبوع أهال من درعا ينددون بالعدوان الإسرائيلي على دمشق ‏الحوكمة والاستقلالية المؤسسية في لقاء ثنائي لـ "الجهاز المركزي" و"البنك الدولي" المستشار التنفيذي الخيمي يدعو لإنشاء أحزمة سلام اقتصادية على المعابر وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور