في أحد محال بيع الخضار تجمعت عدد من النسوة فوق كومة من أحد الأصناف لانتقاء بعض الثمار، وعندما رأتني إحداهن أقف جانباً دعتني للاقتراب وأخذ ماأريد، فقلت لها لابأس أن أنتظر قليلاً إلى حين فراغكن من الانتقاء، عملاً بمقتضيات التباعد فما كان منها إلا أن ضحكت وقالت: كل ذلك لن يجدي فلن يصيبنا إلا ماهو مكتوب لنا.
جملة تختصر العقلية التي لايزال يفكر بها الكثير من الناس بعيداً عن الأخذ بأسباب الحماية والوقاية من فيروس كورونا رغم التحذيرات، ورغم الهجمة الشرسة التي اتسمت بها الموجة الثانية من انتشار الفيروس والتي أدت إلى اكتظاظ المشافي وأقسام العناية المركزة بمئات الحالات والتي لاتزال تودي يومياً بحياة الكثيرين محلياً أو على مستوى العالم.
من جهتها تحركت الجهات الحكومية ممثلة بالفريق المعني بإجراءات التصدي للجائحة وبادرت إلى فرض ارتداء الكمامة للمراجعين والعاملين في المؤسسات العامة وفي وساىل النقل المختلفة والأسواق باعتبارها وسيلة الوقاية الأولى ضد العدوى بالفيروس، هذا بالإضافة إلى قرار إغلاق المنشآت السياحية والمطاعم التي تخالف التعليمات الخاصة بإجراءت مكافحة الفيروس وغيرها من القرارات الخاصة بالمشافي والمدارس التي ستحد في حين العمل بها من شدة انتشار العدوى بين الناس والتخفيف من أعداد الإصابات.
لكن يبقى المعول عليه بالمقابل هو انتشار الوعي الاجتماعي بين الناس بضرورة التقيد بإجراءات الوقاية من الوباء والالتزام بالضوابط والاشتراطات التي تم فرضها، والذي يتطلب بالتالي التركيز على تغيير العقلية السائدة لدى شريحة واسعة من الناس والتي ترمي كل ما يمكن أن يتعرض له الإنسان على القضاء والقدر دون الوعي بأهمية الأخذ بأسباب الوقاية والحماية والحفاظ على النفس البشرية المعني كل فرد بحمايتها وصونها.
حديث الناس- هنادة سمير