الثورة أون لاين-منهل إبراهيم:
ترامب لن يستسلم بسهولة وهو مستمر في الحرب والطعن .. هذا ما تحاول المتحدثة باسم البيت الأبيض أن تؤكده على نحو يثير الاستغراب من استمرار إصرار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب المضي لأبعد مدى في حربه ضد خصمه الرئيس المنتحب جو بايدن.
المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكناني أكدت أن ترامب مستمر في الطعن على نتائج الانتخابات الرئاسية رغم تأكيد المجمع الانتخابي قبل أيام أن منافسه الديمقراطي جو بايدن هو الفائز بانتخابات الرئاسة وبالتالي صار الرئيس المنتخب للولايات المتحدة.
وقالت ماكناني: “لا يزال ترامب منخرطا في الطعون القانونية على نتائج انتخابات 2020 الرئاسية”… وتابعت: “تصويت الهيئة الانتخابية خطوة واحدة فقط ضمن العملية الدستورية.. وحملة الرئيس الأميركي تواصل عملها بهذا الخصوص”.
وأعلن الاثنين، فوز بايدن بأصوات المجمع الانتخابي، الذي يحدد رسميا الرئيس المقبل للولايات المتحدة… والثلاثاء بادر زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إلى تهنئة بايدن، بفوزه بالانتخابات الرئاسية.
ومنذ إجراء الانتخابات لم يتوقف ترامب، عن التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية، وقد وصفها، مؤخرا، بأنها الأكثر فسادا في تاريخ الولايات المتحدة، وذلك عشية اجتماع أعضاء المجمع الانتخابي.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر: “إنها الانتخابات الأكثر فسادا في تاريخ البلاد”.
وكان ترامب قد أكد خلال عطلة (عيد الشكر) أنه سيغادر البيت الأبيض إذا تم تأكيد فوز جو بايدن رسميا في الانتخابات لكنه كرر أنه قد لا يقر بالهزيمة.
وعندما سئل عما إذا كان سيغادر البيت الأبيض، إذا أكد المجمع الانتخابي فوز بايدن، قال ترامب: “بالتأكيد سأفعل. وأنتم تعرفون ذلك”، لكنه أضاف “إذا ما فعلوا ذلك، يكونون قد ارتكبوا خطأ”، وشدد على أنه “سيكون من الصعب جدا الإقرار بالهزيمة”.
ويعتقد البعض أن السبب الذي جعل ترامب يصبح أول رئيس لا يحقق ولايته الثانية منذ 28 عاما، يتجلى في تداعيات فيروس كورونا المستجد، لكن الأمر يبدو أكبر من ذلك.
وحسب ما جاء في مقال للصحفي المخضرم في شبكة “سي إن إن” ديفيد أكسيلرود، فإن ترامب لم ينهزم بسبب كورونا فقط “ولكن بسبب أوجه القصور في شخصيته كقائد لأميركا”.
وذكر أكسيلرود: “حتى قبل ظهور الجائحة، كان العديد الأميركيين قد سئموا من أفعال وتغريدات ترامب، التي لا نهاية لها، ونوبات غضبه ونظريات المؤامرة التي ظل يروج لها طيلة أيامه في البيت الأبيض”.
وتابع: “ترامب خلق وحفز ظهور صناعة جديدة، تسمى التأكد من الحقائق، بسبب تزويره الكبير للمعطيات.. إلى جانب قلة جديته وازدرائه الصارخ بالقواعد والقوانين والمؤسسات الديمقراطية، والأسوأ من ذلك، أحاديثه المثيرة للانقسام والعنصرية”.
وأوضح الصحفي الأميركي أنه لو كان ترامب قد “تفاعل بشكل مختلف مع بداية أزمة كورونا، لنجح في تغيير نظرة الأميركيين له.. لكنه لم يفعل ذلك.. واصل الترويج لنظريات المؤامرة وواصل تهديداته واستمر في تعميق الانقسام، بدون أي يتمكن من إخراج البلاد من الأزمة”.
وأضاف: “جعل من ارتداء الكمامات مسألة حزبية، وحث على التمرد ضد الحكام الديمقراطيين الذين يفرضون الإغلاق.. حوّل الأسابيع الأولى من أزمة كورونا إلى مسرح غريب ومثير للجدل”.
وأشار المقال إلى أن ردة فعله السيئة ساهمت في تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير وتعميق الفوارق وفقدان العديد من الأرواح.
ووسط تلك الأزمة، يضيف المقال، جاءت أزمة وفاة جورج فلويد، الأميركي من أصل أفريقي. وتابع :”بدلا من السعي إلى حل الأزمة واحتوائها بشكل سريع.. انتقد ترامب الاحتجاجات السلمية مما أدى إلى أعمال شغب وتخريب”.
وختم ديفيد أكسيلرود مقاله بالقول “لم يكن الفيروس السبب الذي منع الأميركيين من إعادة انتخاب ترامب.. لقد ساهم كورونا في تذكير المواطنين بأفعال ترامب الفاشلة، خلال أسوأ جائحة في القرن”.