الثورة أون لاين – ريم صالح:
ألا يخجل المجتمع الدولي من حالة عجزه وصمته المطبق حيال ما يكابده السوريون يومياً بفعل دول وأنظمة استعمارية لا تفهم إلا لغة العدوان، والحديد والنار، والإرهاب، والحصار، والتجويع، وأخيراً التعطيش؟!، ألم يحن الآوان لتلجم المحتل التركي، وتقول له كفى تغولاً وتوحشاً، وتعطيشا لمليون إنسان في مدينة الحسكة لأغراض سياسية رخيصة؟!..
ولطالما كان تعطيش مدينة الحسكة وأريافها جريمة حرب موصوفة وفق القانون الدولي الإنساني، وجريمة ضد الإنسانية وفقاً للمحكمة الجنائية الدولية، بل وجريمة إبادة بحسب اتفاقية الأمم المتحدة للعام 1948، لأن قطع المياه يعد حرماناً من مقومات الحياة الأساسية، فما الذي تنتظره الأسرة الأممية إذاً لتقوم بواجباتها؟! لماذا لا يتم محاكمة رئيس نظام الإبادة والاحتلال التركي رجب أردوغان هو وكامل أركان نظامه المستبد؟! أو ليس هو من يصر على الاستمرار في سياسات الترهيب والاحتلال ضد الشعب السوري؟!.
منذ بدء الحرب العدوانية على السوريين وجرائم نظام اللصوصية التركي لم تتوقف عند حد احتلال قوات هذا النظام أجزاء من الأراضي السورية، بل امتدت إلى سرقة المصانع السورية، ونقلها إلى الأراضي التركية، وسرقة الآثار والنفط السوريين أيضاً، دون أن ننسى تعمد هذا النظام تجنيد وشحن كل الإرهابيين المرتزقة، ونقلهم إلى الأراضي السورية، كما أنه كان يقوم بمعالجة المصابين منهم جراء ضربات بواسل الجيش العربي السوري في مشافيه، وعلى نفقة وميزانية الشعب التركي، لتصل به الدونية الأخلاقية أخيراً إلى حد إقدام هذا النظام على قطع مياه الشرب عن أهالي الحسكة، والتي يقطنها أكثر من مليون إنسان.
وباعتبار أنها ليست المرة الأولى التي تقطع قوات الاحتلال التركية المياه عن أهالي الحسكة وأريافها، وبات طقساً شبه شهري، فإن هذا الأمر لا يمكن تفسيره إلا أنه إصرار من جانب النظام التركي على المضي قدماً في سيناريوهاته الاستعمارية، وأطماعه العدوانية، كما أنها بشكل أو بآخر تعري المجتمع الدولي، وتضع حوله العديد من إشارات الاستفهام وعلامات التعجب.
نظام الإبادة التركي يهدد أمن المنطقة، واستقرارها، ويتمادى بجرائمه بحق السوريين ويهددهم بأبسط مقومات الحياة، ألا وهي المياه، ويسحب في وجههم سلاح التعطيش، في محاولة ابتزاز مكشوفة ومكتملة الأركان، ولكن السوريين وكما كانوا سيبقون صامدين، ولن يأبهوا بإجرام المحتل التركي، ولا ببطش إرهابييه في الميدان.
ويبقى غض الطرف عن الوقفات الاحتجاجية التي ينفذها أهالي الحسكة هو وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الغارق في سباته، المتعامي عن الحقيقة الواضحة للجميع إلى حد العمى المطبق.
