الثورة أون لاين_ ديب علي حسن
مع ان الأمر كان متوقعا وفي اي لحظة .. لكننا كنا ننتظر توقيته ولحظة فعله اعني بذلك ما قامت به إدارة القمر الصناعي الغربي يوتلسات من إنزال بث القنوات السورية عنه ..
هل كنا ننتظر من عدو لم يترك سلاح فتك الا وقدمه وعلى طبق من خبث للمجموعات المسلحة التي يرعاها ويمدها بكل أسباب الوجود والاستمرارية …والإعلام ليس خارج دعمه ابدا …فهو _الغرب_ الذي عمل بذكاء وخبث من عقود على تسفيه إعلامنا والانتقاص منه وبحملة مبرمجة مازالت مستمرة بهدف واحد يعلن جهرا أن اي اعلام غير الإعلام الغربي والإعلام الذي يدور بفلكه ومعه ليس بذي مصداقية.
وحتى نكون واقعيين لقد وجدت هذه الحملة ومازالت تجد من يمضي بها ومعها ولا يرى ما قدمه الإعلام السوري …وغالبا هؤلاء من الذين لا يتابعون الإعلام ولا يعملون به …فما من إعلامي سوري يعمل ويكتب بحبر دمه ونبض قلبه الا ويعرف اننا على قدر المواجهة.
ثقتنا بلا حدود ولكن دون غرور ونمضي لابتكار أدوات وأساليب المواجهة وهذا يعني فيما يعنيه اننا أمام محطات نقاش تشرح بدقة العلل لتعالجها ولتدعم وتعزز ما يجب تعزيزه.
كلام يجب أن يقال وان يعرفه الكثيرون ممن ليسوا كما أسلفت في ميدان العمل الإعلامي وغالبا هؤلاء يمضون في ركب ما يردده أعداء الوطن ..لهؤلاء نقول ..انتم من حيث تدرون أو لا تدرون في ركب الإرهاب..
ولو لم يكن الإعلام السوري قادرا على الفعل والتأثير لما كان موضع الاستهداف ..كتبت ذلك منذ عام ٢٠٠٤م وقلت ..هل تتوقعون أن الغرب يريد لإعلامنا أن يكون بخير. .بل هل يريد لأي مؤسسات إعلامية عالمية غير مؤسساته أن تكون شريان التواصل في العالم ؟
اليوم يثبت الغرب انه كلما استنفد وسيلة من أدوات عدوانه يلجأ إلى غيرها ..
والإعلام الغربي بقدراته المالية والتقنية وبما يسخره من علوم لخدمة أكاذيبه بدا عاريا سقطت أوراقه بلا استثناء حتى تلك اللعبة التي ابقى على بعض خيوطها من انه اعلام حر حسب ادعائه تخلى عنها..
فمن يجلد العالم ليلا ونهارا بمقولات الحرية الإعلامية وغير ذلك ..لا يذهب إلى تمزيق آخر أوراق هذه اللعبة لولا أن الإعلام الذي يستهدفه كان مؤثرا وقادرا على الفعل وتغيير الصورة النمطية التي أرادوها أن تبقى سائدة عنه.
ما خاضه الإعلام السوري عبر عشر سنوات وقبلها ما كان من معارك لم ينتبه إليها المسؤولون الإعلاميون حينها ..معارك جديرة بأن تكون أكاديمية في البحث والدراسة والتوثيق والعمل على ترسيخها بدراسات و متابعات لتكون أمانة الأجيال..
فنحن ينقصنا مثل هذه الدراسات التي ربما شغلتنا عنها حدة وشراسة الحرب العدوانية ..
وبكل تأكيد هذا العدوان المجنون لما ينته بعد بل يبحث عن أدوات جديدة منها إنزال القنوات السورية عن يوتلسات ..ولكن هذا لا يعني الا تكون عيوننا فاحصة لما حققناه شاخصة إلى المزيد من العمل ..
المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة ولدينا من الطاقات ما يكفي ..قد يرى البعض أن ثمة ترهلا بمكان ما ..لكن الحقيقة التي يجب أن نعرفها جميعا أنه مع نداء الواجب الجميع في معركة الحرف والصوت والصورة وفي سماء الازرق الذي يريدونه أن يكون كابوسا علينا ..
لنثق أن من يكتب بدمه ونبض شرايينه ويدفع الروح ثمنا في مواكب السمو لن يقصر ولن يكون الا صوتا للوطن …عيوننا على الواقع ترصد وتحلل وتخطط للقادم ..نعرف كيف نبتكر حبرنا وورقنا وصوتنا وصورتنا وكيف ندخل كل قلب وكل بيت ..لنزح ركام ما تركته دعاية العدو الغربي وأعلامه التضليلي ولنثق اننا الاكثر فعلا وقدرة على التأثير ولهذا معركتهم مستمرة ضدنا بكل شيء وهذا متوقع كما قال السيد وزير الإعلام الاستاذ عماد سارة في تحليله لما فعلته إدارة القمر الغربي.
ثقوا بنا لان دمنا حبرنا ومن مزق كل قلب رسالتنا التي تكبر بحجم كل المؤمنين بالكرامة والإنسانية نوراوبهاء وعملا ..لا كذبا وتضليلا ..تحية لكل إعلامنا من بابه إلى محرابه.