الثورة أون لاين-نيفين عيسى:
ذاكرة السوريين تحفل بمشاهد العطاء على مر العقود ، وهي تُسجّل بكل اعتزاز صفحات النضال التي دوّنها أهالي الجولان السوري المحتل ، والتي جمعت بين التمسك بالأرض وترسيخ القيم الاجتماعية والثقافية المعبرة عن حقيقة الانتماء الوطني.
عقود مرت على قرار كيان الاحتلال الإسرائيلي المشؤوم بضم الجولان العربي السوري ، لكنها لم تزد أهالي الجولان إلا صلابة ويقيناً بحتمية التحرير.
خاض أهالي الجولان السوري المحتل نساء ورجالا صغارا وكبارا ،مسيرة طويلة من التصدي لمخططات الاحتلال ، رافقتها محطات اجتماعية مضيئة ، جسدت أصالة السوريين وتلاحمهم.
حيث قدمت المرأة الجولانية تضحيات كبيرة خلال مسيرة التصدي للاحتلال الاسرائيلي، وارتقت شهيدات منهن (أمينة إبراهيم ،أمينة يوسف الصباغ ،بسمة نخلة ،تميمة أحمد سماره، حميدة أبو صالح ،زليخة أيوب، وشاهينة عماشة، ومحمودة ذياب بريك، مدلله عويدات ،وورد أبو صالح) حيث بلغ عددهن أكثر من 35 شهيدة.
وهكذا لم يتوان أهالي الجولان عن توطيد أواصر التعاون والتكافل فيما بينهم ، ليظهر التماسك الشعبي في أبهى صوره ، عبر التعاون في الظروف الصعبة والوقوف إلى جانب المزارعين المتضررين وأهالي الأسرى في سجون الاحتلال ، إضافة لفعاليات متواصلة تعمّق الانتماء إلى الوطن وتجذر الهوية العربية.
وتُعد المضافة العربية في الجولان المحتل من العادات الاصيلة التي لايزال أبناء القرى المحتلة يحافظون عليها ، حيث يجتمع الأهالي بهدف التواصل والتباحث في القضايا المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ويتمسّك أهالي الجولان العربي السوري المحتل بعادات ترتبط باللباس الذي يعكس جانباً من التقاليد الشعبية والوطنية ، حيث يتميز اللباس بأنه مصدر تاريخي ينقل صفات المجتمع بمراحله المختلفة ويُجسد تطوره مع أزياء الهجرات والسكان الذين قطنوا الجولان عبر مراحل التاريخ.
ورغم سنوات الاحتلال الطويلة ، بقي أهالي الجولان متشبثين بانتمائهم لوطنهم سورية بكل ما يحمله الانتماء من المعاني ، وذلك من خلال النضال المستمر ومواجهة المخططات التهويدية ، إلى جانب الحفاظ على الموروث الشعبي الذي يرسخ الارتباط بالثقافة السورية.