الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
لم يترك رعاة الإرهاب وسيلة قذرة ورخيصة إلا واستخدموها خلال مراحل الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية اليوم، سواء أكان ذلك عسكرياً أم سياسياً أم اقتصادياً أم إعلامياً، إلا أن الحقائق والوقائع تؤكد فشل أولئك الرعاة في تحقيق مخططاتهم وأجنداتهم السياسية، وعجزهم عن النيل من صمود السوريين، ولهذا السبب تواصل منظومة العدوان والإرهاب شن المزيد من حملات الترهيب الاقتصادي والسياسي والإعلامي، لبث الوهن في الجسد السوري.
والإعلام السوري، الذي كان له الدور البارز في التصدي لكل ما يحاك من مخططات ومؤامرات ضد سورية، من خلال تعرية وتفنيد أكاذيب الغرب وفضح مخططاته، لم يخرج يوماً من دائرة الاستهداف الغربي الممنهح لمحاولة وأد صوت الحقيقة التي باتت تؤرق الحكومات الأوروبية راعية الإرهاب، وتعرّي صورتها القبيحة أمام الرأي العام العالمي، لما قدمته ولم تزل من دعم لا محدود للتنظيمات الإرهابية على مختلف أشكالها وتسمياتها.
واليوم تتوهم تلك الحكومات بأن إجراءاتها الحاقدة والمجحفة بحق السوريين، وآخرها قرار الإدارة الأوروبية للقمر الصناعي “يوتلسات” إنزال قنوات الإعلام الرسمي السوري، أن بإمكانها محاصرة الإعلام السوري ومنعه من إيصال الحقيقة للعالم، وبالتالي استفراد قنواتها التضليلية بنقل صورة مشوّهة مغايرة للواقع، للتأثير على الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي، ودفعه لاتخاذ المزيد من القرارات العدائية تجاه الشعب السوري، ولكن الإعلاميين السوريين الذين تصدوا منذ بداية الحرب الإرهابية للمؤامرة الدنيئة لن ترهبهم مثل هذه الإجراءات العدائية، وسيواصلون تأدية رسالتهم بكل صدق وأمانة، وإيصال الصوت الحقيقي للشعب السوري الرافض لكل مشاريع الهيمنة والتقسيم، وسيبقى الإعلام السوري الصوت المقاوم الحر مهما اشتدت الضغوط والتحديات.
القرار الأوروبي الجديد هو استكمال للكثير من القرارات العدائية السابقة التي اتخذها أولئك المتآمرون بحق الإعلام السوري، لأنه استطاع أن يقف في وجه أعتى الإمبراطوريات الإعلامية المأجورة، وتصدى بكل وعي واقتدار للحرب الإعلامية الشرسة التي تستهدف إرادة السوريين خصوصاً، ووعي الشارع العربي على وجه العموم، ففضح زيف وأباطيل وفبركة الإعلام الغربي المضلل. واستهدافه مجدداً اليوم يؤكد للمرة الألف كذب وادعاءات من يتبجحون بالحرية والديمقراطية وهم أكثر من ينتهكها، وبإجرائهم هذا يحاولون اغتيال الكلمة الصادقة لتغييب المشهد الحقيقي، وإقصاء الرأي الآخر الذي ينطق بالحق، لمنعه من الوصول إلى مساحات جغرافية أكبر، خوفاً على مصير إعلامهم القذر الذي بدأ يسقط في مستنقع أكاذيبه ويتهاوى أمام الحقائق التي يكشفها الإعلام السوري بكل شفافية وموضوعية.
لا شك أن المرحلة الحالية أكثر صعوبة بعدما اندحر الإرهاب عن معظم المناطق التي كان يحتلها، ولذلك يلجأ داعمو هذا الإرهاب لتسعير هجماتهم انتقاماً لهزيمة مشروعهم، ومواصلة استهداف الإعلام السوري هو جزء من هذه الحرب الإرهابية، لإسكات صوت الحقيقة، وهذا بحد ذاته انتهاك فاضح لحرية الإعلام والتعبير وخرق صارخ لمعايير حقوق الإنسان التي أكدتها الشرعية الدولية، وتدعي الدول الأوروبية زوراً وبهتاناً التزامها بها، ولكن مهما تمادت تلك الدول بإرهابها لن تستطيع النيل من عزيمة الإعلاميين السوريين الذين سيبقون الجنود الأوفياء لوطنهم في مواجهة الإعلام الغربي المضلل، وكما أسقطوا هذا الإعلام المعادي من قبل، فهم قادرون على مواصلة المواجهة والتصدي، ويمتلكون من الوعي والإرادة الوطنية ما يكفي لإفشال ما يعد من خطط ومشاريع تآمرية في مطابخ الدوائر الغربية المعادية.