الثورة أون لاين – ريم صالح:
منذ بداية الحرب الإرهابية، كان الإعلام الوطني السوري في قائمة الاستهداف التي وضعتها منظومة العدوان، نظراً للدور الكبير الذي لعبه لفضح طبيعة الحرب القذرة التي تتعرض لها سورية، وكشف الخطط المعدة لتدميرها، وساهم بشكل حاسم في ترسيخ ثقافة الصمود وتعزيز مستلزماته، لإفشال أهداف العدوان، وقدم من أجل ذلك عشرات الشهداء والجرحى، ولم يزل في خط الدفاع الأول لمواجهة كل ما يحاك من مؤامرات ومخططات استعمارية تستهدف النيل من وحدة سورية ولحمتها الوطنية.
ويأتي قرار الإدارة الأوروبية للقمر الصناعي “يوتلسات” إنزال قنوات الإعلام الرسمي السوري اليوم ليشكل امتداداً لحلقات استهداف إعلامنا الوطني، ولا سيما بعدما سجل هذا الإعلام نجاحات كبيرة في التصدي لعمليات التضليل وتزييف الحقائق التي دأب الإعلام الغربي على نشرها، ويأتي أيضاً استكمالاً لسلسلة العقوبات الجائرة التي تفرضها دول الاتحاد الأوروبي المرتهنة لسياسة الغطرسة الأميركية، وهذا القرار يؤكد في المقابل مدى قوة إعلامنا الوطني وصلابة الإرادة التي يمتلكها كل الكوادر والعاملين في الحقل الإعلامي المتسلحين بحب الوطن وبالكلمة الحرة الصادقة، رغم الإمكانيات المتواضعة التي يمتلكها هذا الإعلام، وفي ظل هذا الحصار الجائر، فيما تسخر منظومة العدوان بكافة أقطابها الغربية والتركية والمستعربة كل إمكانياتها المالية وقدراتها الفنية لاستهداف وعي السوريين وهويتهم وانتمائهم المقاوم.
الهجمة الغربية الشرسة ضد الإعلام السوري ليست جديدة، وهي كانت قد وصلت منذ بداية الحرب الإرهابية إلى حد استهداف الصحفيين وتنفيذ عمليات إرهابية بحق المنشآت الإعلامية كما حصل للإخبارية السورية من قبل، واستهداف مبنى التلفزيون العربي السوري بقذائف الهاون من قبل الإرهابيين، وكذلك استهداف المراكز الإذاعية والتلفزيونية بعد فشل الإرهابيين في هجومهم على مبنى الإذاعة والتلفزيون في حلب، وأيضاً شن الإعلام المعادي الكثير من الحملات الهيستيرية بهدف المس بسمعة إعلامنا الوطني والإعلاميين السوريين، واليوم تتواصل حملات الاستهداف الغربي بعدما حقق الإعلام السوري قفزات نوعية تجلت في هذا الإقبال الكبير على مشاهدة القنوات الفضائية السورية، وهذا ما دفع الأوروبيين شركاء أميركا في الحرب الإرهابية على معاودة محاصرة هذا الإعلام لإسكات صوت الحقيقية التي بات معظم الغرب يعترف بمصداقيتها.
الهجمة الجديدة على الإعلام السوري تأتي اليوم بعد أن أدرك أقطاب منظومة العدوان بأن صوت الإعلام السوري وشفافيته في نقل الحقيقة، كان أقوى وأمضى من كل الأسلحة الفتاكة التي استخدمها المتآمرون في سياق حربهم المتواصلة لاستهداف الصمود السوري، وأولئك المتآمرون والشركاء في سفك الدم السوري لن يستطيعوا بإرهابهم وحقدهم أن ينالوا من عزيمة الإعلاميين السوريين وتصميمهم على بذل المزيد من التضحيات في سبيل الدفاع عن عزة وشموخ الوطن