تروي صفحات التاريخ الكثير من الوقائع التي بدأت عدوانية، وانتهت بهزيمة من بدأها، وتروي عن دول نشأت بروح العدوان، وبما ارتكبته من مجازر بحق من قامت على أنقاضهم، كما فعلت وتفعل الولايات المتحدة الأميركية، لكن أن يصل الأمر إلى حدّ ممارسة العدوان بشكل مريع، وبالوقت نفسه الادعاء أنها شرطي العالم الذي يقيم الحدّ على من لايمضي بركبه، والتهمة جاهزة دائماً وأبداً، الإرهاب، ولا ندري كيف يتم فهم الإرهاب الذي غدا شماعة للتدخل بكل أنفاس العالم، وزجه في أتون قمقم الاستلاب والعقوبات وغير ذلك.
هذه السيرة العدوانية لايمكن أن تفارق نشأة الولايات المتحدة، فهي دائمة البحث عن عدو داخلي وخارجي، الخارجي يجب أن يكون بمكان تبدو فيه مصالح الولايات الأميركية ضرورة يجب الحفاظ عليها باسم محاربة الإرهاب، وبغض النظرعما تؤول إليه الأمور بعد ذلك، المهم أن العصا الغليظة التي ترفعها الإدارة الأميركية جاهزة، وتنتظر لحظة الانقضاض.
وفي البحث عن عدو داخلي يكون جاهزاً لملء أي فراغ يكون إذا حدث ذلك في العدوان الخارجي، يبدو السجال الدائر ما بين إدارة ترامب التي على ما يبدو ممثلة به -تستعد لخوض معركة عدم الخروج من البيت الأبيض – بينما يعلن بايدن وفريقه أن ثمة خللاً كبيراً كانت تمارسه إدارة ترامب في الكثير من القضايا الداخلية والخارجية، بدءاً من كارثة ( الكورونا ) والإهمال المتعمد الذي مارسه ترامب، وتعامله مع الوباء كما لو أنه مزحة مؤقتة، وصولاً إلى ما أعلنه مسؤولون في إدارته أنهم أوقفوا التنسيق مع من يسميهم ( فريق بايدن ) القادم إلى (البيت الأبيض ).
هذا العمل على ابتكار العدو وتجديد فكرته، داخلياً وخارجياً، ديدن الإدارات الأميركية السابقة واللاحقة، ولن يكون بايدن خارج اللعبة ، فقد بدأت أدوات تضليله تعمل عملها، ومعها التبّع من المأجورين في كل مكان، وأشعلوا نار الاتهامات والوعيد.
البقعة الساخنة -ديب علي حسن