حقوق الإنسان بمكيالين..!

 

أتاح حضورنا لاجتماع عمل بين المدير الإقليمي لليونسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ( ادوارد شاكر شيبان ) ومحافظ الحسكة اللواء غسان خليل أن نسمع كلاماً لا يشبه الكلام الذي نسمعه عادة في الاجتماعات التقليدية والذي لا يخرج عن إطار ( أكد ، ولفت ، ووعد ).

لا سيما أن هذا اللقاء الذي ضم أيضاً الوفد المرافق للمدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف جاء متزامناً مع قطع المياه من قبل قوات الاحتلال التركي عن أكثر من مليون مواطن في الحسكة، أما الكلام الذي سمعناه فهو يضع هذه المنظمات أمام مسؤولياتها خاصة وأنها موجودة على الأرض ولها مكاتبها التي تمثل كافة المؤسسات والمنظمات الدولية الإنسانية.

وكانت مناسبة أيضاً أن يعيد محافظ الحسكة لذاكرة من نسي أو تناسى التجربة السورية في استقبال واحتضان اللاجئين من فلسطين والعراق ولبنان حيث لم تقم الدولة السورية ببناء المخيمات والاعتماد على المنظمات الإنسانية وإنما استقبلتهم في بيوت مثل بيوت السوريين وقدمت لهم كل متطلبات الحياة من خدمات صحية وتعليمية ومعيشية، واليوم تقدم الدولة لمواطنيها كل ما تستطيع، إلا أن قوات الاحتلال ترتكب جرائم بحق الإنسانية ولا ترد على الإستغاثات ولا تستجيب لأي تدخل من الجهات الدولية المعنية ضاربة عرض الحائط حتى الجهود والمحاولات التي تقوم بها المنظمات الإنسانية.

ورغم أن الكلام الذي سمعناه بحضور المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط والوفد المرافق كان رسالة واضحة وقوية بضرورة أن تتحمل هذه المنظمات مسؤولياتها ولا سيما لجهة المعاناة التي تتفاقم نتيجة قطع المياه عن أكثر من مليون مواطن في الحسكة وريفها، ورغم أن هذه المعاناة ناتجة عن جريمة موصوفة لأنها تهدد الناس بالعطش والأمراض والأوبئة المختلفة نجد هذه المنظمات لم تستطع تحييد محطة علوك التي تعتبر المصدر الوحيد للمياه من أي نزاعات سياسية أو عسكرية ولم تسهم مع الدولة السورية في تقديم الحلول الإسعافية رغم استمرار قطع المياه أكثر من عشرين يوماً متواصلاً.

ولا يقتصر الأمر على قطع المياه فقط إنما هناك جرائم أخرى لا تقل خطورتها وتداعياتها عن جريمة قطع المياه، ولاسيما إغلاق المدارس ومنع التعليم من قبل ميليشيات قسد التي تعمل بأوامر المحتل الأميركي وتحويل هذه المدارس إلى مقرات عسكرية وسجون، وكذلك الأمر بالنسبة للمشافي والمراكز الصحية التي هي الآن خارج الخدمة بسبب الاستيلاء عليها أيضاً.

أما خلاصة الكلام الذي حمله معه المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف فهو: إن المزاج الشعبي قلق على دور المنظمات الإنسانية الدولية بأن لا حول ولا قوة لها في حين هي وجدت من أجل حماية البشرية من الظلم والاضطهاد ولدعم حقوق الإنسان كي يعيش حراً كريماً، وقبل ذلك أهمية أن تكون هذه المنظمات فاعلة ومؤثرة وعلى مسافة واحدة من الجميع ولا تكيل بمكيالين.

الكنز- يونس خلف

آخر الأخبار
أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا