تساؤلات في حضرة الشعر

الثورة أون لاين – ليندا إبراهيم:

لم يكن ليمر اسمه وإحياء ذكرى رحيله، نقداً أو شعراً، أو سيرة حياة، بهذا الشكل وبهذا الإطار، لو لم يكن هو نفسه من أعطى شعره الخلود، فخلد به من بعده، شأنه شأن الكبار، إنه نديم محمد، الشاعر السوري الكبير، المولود عام 1908 والراحل جسداً عام 1994، الباقي ذكراً إلى ما يشاء الله… أقول، لم تكن لتمر ذكرى كهذه واحتفالية مثلها، دون أسئلة تتوارد لذهن معظم المهتمين، ممن يشغلهم الشعر وأسئلته وقضاياه حتى نخاعهم… بل ويشغل القائمين على المؤسسة الثقافية الرسمية وزارة واتحاد كتاب… والتساؤل الأول كان: أين الشعر وأين نحن منه الآن، وأين نضع وكيف ننظر لنديم محمد وشعره بعد سنوات الغياب هذه، بل لتجربته بمجملها، فكان التساؤل محمولاً على مستويات مختلفة ضمن هذا الحدث، وسأميز ثلاثة مستويات هي الأشد خصوصية واتصالاً بمضمون ما أكتب، أما المستوى الأول فهو كما أسلفت حضور شعر نديم محمد وهو شاعر بتجربة عقود من أربعينات حتى تسعينات القرن المنصرم، بكل خصائصها وأسيقتها فنياً وتجربة وموضوعاً ومعالجة وحياة، وأما المستوى الثاني فهو المشاركون من الأسماء من الشعراء والشاعرات على مدى ثلاثة أيام المهرجان الاحتفالية، وهنا أيضاً نميز أكثر من جيل ومستوى، بتغير هائل في كل ما يخص القصيدة والشعر تناولاً وأهدافاً ووظائف وحوامل ومحمولات، عن جيل نديم محمد، وأما المستوى الثالث والأخير وهو الأميز، فهو أن الاحتفالية بمسابقتها الخاصة بشريحة الشباب قد أفرزت تجارب جريئة قوية هامة منذ انطلاقتها أو الإعلان عنها، تكاد تطاول نصوصها نصوص بعض من شارك على الأقل التساؤل الثاني: أين الفعل النقدي والحضور النقدي الصحيح لهذه التجارب الكبرى، ولما يتشكل عقد بعد عقد من تجارب شعرية هامة تؤسس لمشهدية متجددة في الشعرية السورية والعربية، فنحن إزاء قامة الشاعر وتجربته المحتفى بها، فما بالك بأسئلة الشعر الكبرى التي تحضر كل ذهن وخاصة أن حضور النصوص الشعرية كاحتفالية أو تظاهرة يهيئ لعملية عصف فكري شعري ذهني لدى الجميع حضوراً ومشاركين ومهتمين، فيتلمسوا موقع نصوصهم بل وتجاربهم الآخذة في التشكل والتموضع في المشهد الشعري الراهن… التساؤل الثالث: لو قيض لفعل مؤسساتي رسمي حقيقي أن يأخذ دوره، دون محاباة أو تحيز أو تمييز، بل وبمراجعة صادقة جادة ومسؤولة، على الأقل للعقدين الأخيرين من عمر المؤسسة الاعتبارية “اتحاد الكتاب العرب” مراجعة للهيكلية والأهداف ورسم الخطط وإعادة إنتاج هذه الأهداف تزامناً مع الأحداث التي عصفت بنا دولياً وعربياً ومحلياً، وقفة جادة مسؤولة تفرز الجيد من الرديء الحقيقي من المزيف، تبيانا لجوهر المؤسسة الاتحادية والثقافية، إذاً لدخل العديد ممن نأوا بأنفسهم عن المؤسسة، ولتساقط كالذباب العديد الآخر، ولتبدو النواة الأساس والجوهر الصافي اللذان يجب إعادة التشكيل لهما وبهما من جديد في جملة ما هو آيل للتشكل مع بداية عقد قادم سيتخلص من قشوره ولبوسه وربما ملامحه إلى تشكيل جوهر آخر بلبوس جديد، هذه قضية هامة يجب العمل عليها والنظر إليها برؤيوية صادقة جادة… يقول “مارون عبُّود”: “الشاعر مثل النبي تشغله شؤون الجماعة كأنه الوصي عليها…” أما “فيكتور هيغو” فيقول: “إن الله خلق الشَّأعر بمرسوم خاص، يخشُنُ ويرقُّ في قصيدة واحدة، لأن الألفاظ هي أوتار العود الذي يطلق به اللحن مخيلته، راديو يلتقط الأثر مهما كان دقيقاً وقريحته مشكاة تبعث الأشعة أبداً…” يرحل شاعر… ويأتي الزمان بآخر… وتتوالى مواكب المبدعين العباقرة الأفذاذ وكل منهم يظن أنه قادر على تغيير العالم بشعره وصدقه ووهج عاطفته ونقاء حبره وقوة شكيمته… وفي لفتة إلى الوراء نرى الهم نفسه المرأة المجتمع الوطن الكينونة الصغرى والكبرى التي طالما شغلت أقلام وقرائح وهمم الشعراء.

آخر الأخبار
تفاهم بين وزارة الطوارىء والآغا خان لتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رحلة التغيير.. أدوات كاملة لبناء الذات وتحقيق النجاح وزير الصحة من القاهرة: سوريا تعود شريكاً فاعلاً في المنظومة الصحية في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً