النجاح هدف استراتيجي وقريب المدى في آن معاً، وفي الأندية، التي هي بالأساس المنظومة الرياضية الأولى، لايمكن اختزاله في الجانب الفني المتعلق بالنتائج و البطولات والألقاب، ولا في المكاسب والأرباح التي تحققها فحسب، وإنما هناك مسألة أخرى، ربما تكون أكثر أهمية من غيرها، تدور في فلك الناحية الاجتماعية، فالأندية الناجحة تلك التي تكون هيئات اجتماعية ورياضية في ذات الوقت، والعلاقة التي تربط بين الإدارة وبين الكوادر الفنية والإدارية الأخرى، والأعضاء واللاعبين والجماهير قائمة على التواصل وتقديم العون والمساعدة والاقتراحات البناءة الهادفة لتطوير العمل والارتقاء به، وصولاً إلى النجاح المنشود،كما تساهم هذه العلاقة في توجيه الجماهير نحو التشجيع الهادئ، بعيداً عن التعصب الأعمى، الذي يمهد الطريق لحالات الشغب والخروج من دائرة الروح الرياضية وثقافة تقبل الخسارة، وضبط إيقاعها بما يعود بالفائدة على الفريق،لا أن تتحول إلى معول هدم، بجر الأندية لتواجه العقوبات الاتحادية والغرامات المالية الباهظة.
كما أن العلاقة الصحيحة بين أطراف المعادلة في الأندية تؤدي لحل الخلافات والمشكلات التي تعترض طريق النجاح، فالمشاكل الشخصية بين اللاعبين داخل الأندية شيء اعتيادي ويحدث دائمًا، في العلن وأمام الإعلام أو في السر بعيداً عن الأضواء، خلال التدريبات أو داخل غرف الملابس، لكن كيف يتم علاجها؟!.
لا شيء يجعل انديتنا أقرب إلى النجاح كما متانة العلاقات الاجتماعية بين جميع اعضائها، من خلال التفاعل بين جميع الأطراف وبناء جسور ثقة ووشائج شخصية تربطهم ببعضهم البعض،
فاستمرارية النجاح والتألق هو الهدف الحقيقي وليس النجاح الوقتي، باحراز كأس أو تحقيق لقب !
أخيراً فإن النجاح ديدن الجميع أياً كان مركزه، من رئيس النادي ومروراً بأعضاء الإدارة وانتهاءً باللاعبين والمدربين، والعمل في الأندية تراكمي وتكاملي، ولابد لنجاحه أن يكون جماعياً في شكله، مخلصاً صادقاً في مضمونه.
مابين السطور – سومر حنيش