كلياتنا العلمية… تكاليف باهظة!

تُفرض تكاليف مادية لا تطاق يومياً على طلاب الجامعات لمواكبة مسيرتهم التعليمية، وخاصة طلاب الكليات العلمية كطلاب السنة التحضيرية للكليات الطبية وطلاب الكليات الهندسية، حيث يتحمل فيها الطالب أعباء شراء المعدات والمستلزمات لكل مادة دراسية كونها مواد عملية، وهي تكاليف لا يمكن الاستغناء عنها، وعدم تأمينها يعتبر من العوامل الرئيسة المهددة بالرسوب لهؤلاء الطلاب.

فطالب في كلية العمارة على سبيل المثال لا الحصر بحاجة وسطياً إلى مبلغ يتجاوز المئة ألف ليرة شهرياً، ما بين معدات وأدوات وأقلام بمختلف أنواعها وطباعة مشاريع وشراء محاضرات، وهي تكلفة تدفع بمعدل مرتين في الأسبوع الواحد تقريباً أما التكلفة الأكبر، فهي تكلفة شراء حاسب قادر على تشغيل البرامج المطلوبة لهذا الاختصاص، حيث إن الحد الأدنى لشراء حاسب يفي بالغرض يقدر بحدود أربع ملايين ليرة.

هذا طالب العمارة أما طالب كلية طب الأسنان، فحدث و لا حرج حيث يضطر الطالب، في ظل نقص الأجهزة في مختبرات الكلية مقارنة مع عدد الطلاب، لشراء الأجهزة على حسابه الشخصي، وقد يصل سعر بعضها إلى الثلاثمئة ألف ليرة، عدا عن الأدوية التي يتم شراؤها بشكل مستمر، والأدوات التي تعتبر مرتفعة الثمن بالأصل.

لذلك ونتيجة التكاليف المرتفعة التي يعجز أهالي الطلاب عن تحملها فقد ترك بعض هؤلاء الطلاب كلياتهم العلمية، لأنه من الصعب عليهم تغطية كتلة الإنفاق الكبيرة هذه بالتوازي مع استمرارهم بدراستهم، باعتبار أن دراستهم عملية، وتحتاج للحضور والمتابعة المتواصلة، أو انتقلوا لأحد الفروع الأخرى الأقل تكلفة عليهم وعلى ذويهم.

نحن أمام معادلة جديدة وطارئة على جامعاتنا الحكومية، فنحن أمام شريحة كبيرة من الطلاب حازوا أعلى الدرجات في الثانوية العامة أهلتهم للدخول إلى هذه الفروع أو الكليات ولكن لا يستطيعون الاستمرار فيها لأنها تحتاج للكثير من المال تفوق قدرة ذويهم، مقابل شريحة أخرى تستطيع الانفاق مهما بلغت، وبالتالي يمكنها الاستمرار في هذه الفروع والتخرج منها.

أي أن الطلاب الفقراء والمعدمين لا فرص أمامهم للاستمرار مع كل ما يمتلكونه من مواهب وقدرات درسية.

للأسف لقد أصبحت هذه اللوحة في جامعاتنا الحكومية بادية للعيان أي أمراً واقعاً لا يمكن لأحد نكرانه أو تجميله، فكيف السبيل إلى حل هذه المعادلة ؟!.

يجب البحث عن بدائل تنقذ هؤلاء الطلاب غير صندوق التسليف الطلابي الذي أظهر عجزه منذ وجد، كدفع رواتب شهرية لهم ضمن شروط ميسرة لن نعجز عن ابتكارها، تخفف عنهم قليلاً من هذه التكاليف وتُستوفى منهم بعد التخرج والالتحاق بعمل تابع للدولة وحتى لو لم يسترد بعض هذه الرواتب فلا تعد خسارة للدولة، لأنها صرفت في سبيل العلم والتعلم أي هي في النهاية مكسب للمجتمع برمته هذا أحد الحلول ويمكن بعد البحث والمشاورة أن تصل وزارة التعليم إلى حلول أفضل لهؤلاء الطلاب خدمة لهدفها الكبير وهو البحث العلمي.

عين المجتمع – ياسر حمزه

 

 

آخر الأخبار
70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين