جاءت المنحة التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد عشية أعياد الميلاد ورأس السنة في التوقيت المناسب، حيث تتحضر العائلات السورية لتوديع عام 2020، وكانت بمثابة أمل و(ختام مسك) لاستقبال عام جديد ودفع للقدرة الشرائية التي عانت من تراجع كبير خلال هذا العام لتكون المنحة الثانية خلال شهرين.
واعتبر العديد من المراقبين الخطوة مهمة وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد لأسباب باتت معروفة للجميع، وفي مقدمتها الحصار الاقتصادي والعقوبات الجائرة على سورية.. حيث أضفى نبأ المنحة المالية حالة من الفرح لدى الشارع السوري ليمنحه دفعة جديدة للأمام .
على صعيد آخر وضمن السياق الاقتصادي رأى العديد من المحللين والمتابعين للسوق أن الخطوة من شأنها أن تحرك السوق من خلال زيادة عمليات البيع و الشراء التي تشهد حالة من التراجع نتيجة غلاء الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطن، لكن لابد أن تتواكب هذه الخطوة المهمة بمتابعة مشددة للأسواق لجهة الأسعار، فكثيراً ما يزداد في مثل هذا الوقت الاستغلال تحت حجة الأعياد وما يسمى العيدية.
ومن ناحية ثانية لعل تجار السوق بدورهم يقومون بخطوات مماثلة ومواكبة تساهم في رفع القدرة الشرائية للمواطن بالتزامن مع المنحة من خلال تقديم عروض لمختلف السلع التي تحتاجها الأسرة السورية، وبالتالي تكون المنفعة متبادلة فهم يبيعون منتجاتهم بدل أن تكسد لديهم وتتحول ربما لسلع فاسدة دون قيمة شرائية، والمواطن من جهته يزيد من عملية شرائه للمنتجات والحصول على حاجاته بأسعار مناسبة.
إذاً هما قراران مهمان ومتواكبان مع الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا المتصاعد أسدلا الستار على عام 2020 بإعطاء جرعة من التفاؤل والارتياح لدى المواطنين: الأول منحة السيد الرئيس، والثاني عطلة الأسبوع التي أقرها مجلس الوزراء منتصف الأسبوع الحالي، ليكونا بمثابة عيدية معنوية ومادية يجب أن تشكل دفعاً لاستقبال العام القادم بمزيد من العمل والانتاج، وبنفس مريح نتمنى أن تطغى عليه روح التشارك بين مختلف القطاعات في سورية.
الكنز – رولا عيسى