الثورة اون لاين – فاتن احمد دعبول:
بتقنيات عالية المستوى وأداء متميز ولحظات تحبس الأنفاس، تابعنا العرض الخاص لفيلم” لآخر العمر” الذي أطلقته وزارة الإعلام في دار الأسد للثقافة والفنون، جُسدت فيه بطولات الجيش العربي السوري ومواكبة الإعلام لهم في تغطيات ميدانية تنقل واقع الإرهاب وجرائمه البشعة، كما بين ما تعرض له الإعلاميون السوريون خلال توثيقهم لبطولات الجيش، عبر خطف إحدى الإعلاميات التي كانت تقوم بواجبها في واحدة من مهماتها الميدانية.
والفيلم من تأليف سامر محمد إسماعيل وإخراج باسل الخطيب، والإنتاج لمديرية الإنتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، شارك فيه نخبة من نجوم الدراما السورية.
وزير الإعلام: الأغنى بحب الوطن:
وبين عماد سارة وزير الإعلام أن فيلم” لآخر العمر” ليس فيلما توثيقيا لمرحلة معينة كان للإعلام دوره الكبير وحسب، وليس هو فقط يجسد خطف الصحفية يارا صالح، بل يمكن أن نسقطه على كل إعلامي واكب الجيش العربي السوري، وكان معه خطوة بخطوة في الميدان في مطاردته للإرهاب، ولابد أن نذكر أربعين قمرا استشهدوا وستين جريحا من الإعلاميين .
وأضاف: والفيلم يحكي بطولات الجيش العربي السوري ورديفه الإعلام وكل مواطن استطاع أن يجعل من حب الوطن بوصلته وعنوانا لدحر الإرهاب والإرهابيين، لذلك وجب علينا الوفاء لهم في تخليدهم في ذاكرة الأجيال عبر السينما، الذاكرة الحية، وربما نكون الأكثر فقرا من الناحية التقنية والفنية، لكننا بالتأكيد الأكثر غنى بحب الوطن والوفاء له.
باسل الخطيب: وثيقة تاريخية:
وبين مخرج الفيلم باسل الخطيب أن” لآخر العمر” هو جزء من خطة واستراتيجية اعتزمت وزارة الإعلام في سورية على إنجازها، إيمانا منها بالتأثير الساحر للدراما، وهو واحد من سلسلة أفلام نسعى إلى تقديمها بأعلى سوية وبمهارة من يحيك الحكاية، وللفيلم وقع خاص لأنه يحاكي موضوعا مؤثرا وهاما عن تضحيات الجيش وتضحيات الإعلاميين الوطنيين سواء الخاص منه أو العام.
ويضيف: الفيلم سيعرض في المهرجانات وسيتم ترجمته للغات عديدة، لأن مايهمنا ونسعى إليه هو تقديم وثيقة فنية تاريخية تستمر لعقود وأجيال ليتعرفوا من خلال الصورة والسينما عن أحداث مرت بالوطن العربي وشكلت نقطة تحول فيها وبينت مدى التضحيات التي قدمت من أجل المحافظة على وحدته وسلامته.
وقال المخرج” وعد شرف” هناك أعمال قادمة تسلط الضوء على العشرات من الوقائع التي عاشها الشعب السوري في زمن الحرب، ولاشك أن تقديم ماعاناه الشعب السوري خلال الحرب هو واجب ومسؤولية على كل فنان سوري تجاه بلده وجيشه وإعلامه وثقافته.
سامر محمد اسماعيل: الكاميرا رديف البندقية..
وبدوره أوضح الكاتب سامر اسماعيل أن فيلم لآخر العمر هو محاولة لتقديم مايشبه الوثيقة عن تضحيات الإعلاميين والصحفيين السوريين في الحرب من خلال حكاية الصحفية” لارا” التي تقوم بتغطية إعلامية ميدانية، وعبرها نتعرف على العديد من القصص الإنسانية التي تقوم الصحفية بتوثيقها برفقة زملائها.
لاشك الفيلم فيه من اللحظات التي تخطف الأنفاس عبر سيناريو استغرقت في كتابته حوالي السنة في محاولة لتقديم تصور يليق بالجهود التي قدمها المراسلون الحربيون لنقل الحدث تحت القذائف والموت والقتل.
وأكد بدوره أهمية صناعة السينما لتوثيق بطولات الجيش العربي السوري والصحفيين السوريين، حيث تكون الكاميرا رديفا للبندقية بمواجهة أعتى قوى الإرهاب في العالم.
والفيلم محاولة لإعادة سينما الحرب إلى مكانتها الطبيعية، كون هذا النوع من الأفلام يضيء على جراحات البشر وعذاباتهم، ويجعل من الحب بوصلته والإنسان هو غايته المنشودة .
وائل رمضان: شرف كبير..
رغم المعاناة الكبيرة في تصوير الفيلم والتعب الشديد، يقول وائل رمضان: هناك متعة كبيرة جدا في تقديم هكذا نوع من الأفلام التي تنضم لقائمة الأفلام الإنسانية التوثيقية الكبيرة، وإنه لشرف كبير أن أكون واحدا ممن اشتركوا في هذا الفيلم الذي يحكي عن بطولات جيشنا العربي السوري ودور الإعلام وتضحياته.
ولهذا العمل خصوصية لأنه قدم على أرض المعركة والأحداث واقعية عشنا تفاصيلها على مدى سنوات الحرب، فنحن هنا نقدم سيرتنا الذاتية وعن أناس يشبهوننا ونكتب التاريخ بأيدينا، ومن الأهمية بمكان أننا نعيش بأحاسيس صادقة تمسنا من الداخل وتعني كل مواطن عايش الحرب وعانى منها.
وبدورها بينت سلاف فواخرجي أن العمل أنتج بحهود جبارة، ولاشك أن الحكاية موجعة، والمشاعر صادقة، وقد أدى وائل رمضان الدور بتميز لافت ومشاعر صادقة، ولايمكن تجاهل الجهد والتعب والمشقة التي كابدها في تقديم الدور، فكان يعود إلى المنزل منهكا حد الإعياء.
والفيلم هو إضافة مهمة للفنان وائل وللسينما السورية، ومهما قدمنا من أعمال عن هذه المرحلة لايمكن أن نصل إلى كل الحكايات التي عاشها الشعب في سورية وعلى الصعد كافة.
ترف التقي: رسالة إنسانية..
ورغم أن الدور يتناقض مع شخصيتها تماما لكنها استطاعت أن تجسد دور” رشا” المقاتلة جنبا إلى جنب مع الجيش العربي السوري، تحمل السلاح وتقنص بسلاحها رؤوس الإرهابيين لتذهب شهيدة الواجب.
تقول عن دورها: الدور يقدم رسالة إنسانية ونحن جميعا مسؤولين عندما ينادينا الواجب، وهو فرصة هامة حاولت أن أقدم فيها دور الأنثى الفاعل أثناء الأزمات، وفنيا فهو يشكل قيمة مضافة لمسيرتي المتواضعة، وأتمنى أني أوصلت الرسالة بما يليق بتضحيات جيشنا وإعلاميينا.
شارك في بطولة فيلم” لآخر العمر” رنا شميس، وائل رمضان، عارف الطويل، ترف التقي، باسل حيدر وآخرون”
.