المتاجرة بمعاناة اللاجئين.. استغلال سياسي رخيص واستكمال لفصول الإرهاب

طوال سنوات الحرب الإرهابية، لم تترك الدول الداعمة للإرهاب وسيلة إجرامية إلا واستخدمتها كسلاح ضغط وابتزاز بهدف إخضاع الدولة السورية لمشيئتها، وانتزاع مكاسب سياسية تخدم المشروع الصهيو-أميركي، نلاحظ ذلك من خلال الدعم المتواصل للإرهاب، واحتلال أجزاء من الأرض، وفرض حصار جائر يتجاوز كل المعايير الأخلاقية والإنسانية وقوانين الشرعية الدولية، وأيضاً استخدام منابر الأمم المتحدة، والمنظمات والهيئات الأممية كمنصات عدوان، واليوم تأخذ قضية اللاجئين والمتاجرة الرخيصة بأوضاعهم الإنسانية، الحيز الأكبر ضمن إستراتيجية العدوان على سورية، بعدما اصطدمت مخططات أقطاب منظومة الإرهاب بحائط الصمود السوري الذي أفشلها الواحدة تلو الأخرى، والعراقيل التي تزرعها الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيين لمنع عودة المهجرين هي أحد أوجه الإرهاب الذي تمارسه بحق الدولة السورية وشعبها، والهدف الرئيسي لتلك العراقيل لا يخرج عن سياق التصويب المبكر على الانتخابات الرئاسية القادمة، للتشويش عليها، أو محاولة تعطيلها لمنع السوريين من إنجاز استحقاقهم الدستوري المقبل، وهذا من المحال في طبيعة الأحوال، وسبق لمنظومة العدوان وأن عجزت بمرات سابقة عن ثني السوريين عن ثوابتهم ومبادئهم الوطنية التي لا تتزحزح قيد أنملة مهما تعاظمت الضغوط والتحديات.
تصعيد الحرب بأوجهها وأشكالها المتعددة لم تتوقف طيلة السنوات الماضية، وشركاء العدوان يزجون بكل وسائل إرهابهم في آن واحد، لمنع الوصول إلى أي حل سياسي ينهي معاناة السوريين، هم يلهثون للحفاظ على ما تبقى من جيوب إرهابية وحمايتها، كمحاولة عبثية لتعويم إرهابييهم تحت مسمى (المعارضة المعتدلة)، ونظاما الإرهاب الأميركي والتركي يريدان تكريس وجودهما الاحتلالي، ويعمدان إلى جانب الدول الأوروبية لمنع عودة المهجرين لمواصلة الاستثمار بمعاناتهم الإنسانية من جهة، ولمنع الدولة السورية من الاستفادة منهم في مرحلة إعادة الإعمار من جهة ثانية، ولاسيما أن معظمهم من ذوي الخبرات والكفاءات العلمية، والأغلبية الساحقة منهم يرغبون أكثر من أي وقت مضى في العودة إلى وطنهم بعد دحر الإرهاب عن معظم المناطق والأراضي السورية، وهم يرفضون أن يكونوا ورقة ابتزاز سياسي بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم.
الدولة السورية تضع مسألة عودة اللاجئين في سلم أولوياتها، فرغم كل التحديات وفرت كل ما يلزم لتسهيل عودة المهجرين، بذلت ولم تزل الجهود الحثيثة لترميم البنى التحتية، وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب، وتقدم الخدمات والمساعدات للمواطنين في كافة المناطق السورية، والمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين الذي عقد مؤخرا كان رسالة واضحة للمهجرين للعودة إلى وطنهم، إلا أن الدول الراعية للإرهاب لا تزال مصرة على استغلالهم، وتحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة، هي تمنعهم من العودة، سواء عن طريق الإغراء، أو عن طريق الترهيب وتمعن بإرهابها الاقتصادي عبر فرض المزيد من العقوبات الجائرة لتشديد الخناق على السوريين ومحاصرتهم حتى بلقمة عيشهم وحبة دوائهم وقطرة مياههم.
الحقائق والوقائع على الأرض تثبت أن منظومة العدوان فشلت بتحقيق أجنداتها السياسية من خلال العدوان المباشر ودعم الإرهاب، ولم يبق أمامها سوى المراهنة على سكين العقوبات، والاستمرار في المتاجرة بمعاناة اللاجئين، التي لم تتوقف عند حد منعهم من العودة، وإنما تعدتها إلى ممارسة أقصى الضغوط بحقهم من خلال التحريض على ترهيبهم والاعتداء عليهم في مخيمات اللجوء على أراضي الدول التي فروا إليها هرباً من جرائم التنظيمات الإرهابية، حيث تتكرر مثل تلك الاعتداءات بأوجه وصور مختلفة، لتعكس حجم المعاناة التي تواجههم خارج وطنهم، وما يمارسه النظام التركي والحكومات الغربية في هذا الاتجاه، يعطي الدليل الواضح على استغلالهم لتلك المعاناة بهدف المتاجرة بها في بازارات المساومة السياسية.

نبض الحدث- ناصر منذر

آخر الأخبار
Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق " الخوذ البيضاء" لـ "الثورة: نعمل على الحد من مخاطر الألغام ما بين إجراءات انتقامية ودعوات للتفاوض.. العالم يرد على سياسات ترامب التجارية "دمج الوزارات تحت مظلّة الطاقة".. خطوة نحو تكامل مؤسسي وتحسين جودة الخدمات بينها سوريا.. الإدارة الأميركية تستأنف أنشطة "الأغذية العالمي" لعدة دول The NewArab: إسرائيل تحرم مئات الأطفال من التعليم الشعير المستنبت خلال 9 أيام.. مشروع زراعي واعد يطلقه المهندس البكر في ريف إدلب برونزية لأليسار محمد في ألعاب القوى استجابة لمزارعي طرطوس.. خطّة سقاية صيفيّة إيكونوميست: إسرائيل تسعى لإضعاف وتقسيم سوريا المجاعة تتفاقم في غزة.. والأمم المتحدة ترفض آلية الاحتلال لتقديم المساعدات أردوغان يجدد دعم بلاده لسوريا بهدف إرساء الاستقرار فيها خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا