الثورة أون لاين – ديب علي حسن :
من الخطأ الاعتقاد أننا وصلنا بر الأمان في التحصين الذاتي ضد الأقاويل والإشاعات المغرضة التي غالباً ما تقدم على أنها بريئة وصادرة من لهفة على الوطن ومقدراته وأحوال الناس….في قائمة ذلك آلاف الحكايا التي بنيت على ما سبق وصبت في بوتقة الحرب المعلنة على كل ما هو سوري.
سواء عرف مطلقو الإشاعات ذلك أم لم يعرفوا وعلى مبدأ أن الكثير من النوايا الحسنة تصب في مهلكة نحن بغنى عنها ..
وبالتأكيد لا يعني ذلك أن علينا ألا نشير إلى الخطأ أو نسكت عنه حين يكون يقيننا أنه خطأ ..هذا واجب على كل مواطن وكل إعلامي…ولكن أن يكون النسخ واللصق ديدن من لا يريد التأكد مما ينشر ويلصق والغاية أن يقول ها أنا موجود وأراقب ولي كلمتي …وهذا نحترمه أيضاً إن كان نابعاً عن يقين.
في عالم الفيسبوك الذي نتابعه ثمة جنون لا يليق بنا ..يجب ألا يستمر لأنه يجر إلى الكثير من المواقف التي يريدها العدو لتتراكم وتصبح أزمة ما.
من يومين ثمة من كتب أن تعميماً قد صدر بتخفيض مخصصات الطحين للأفران وينشر صورة قرار لهذا الأمر… ما أدى إلى موجة من النسخ واللصق على الصفحات دون التريث، ودون معرفة إذا ما كان ذلك صحيحاً.
ما يهمنا عملياً بعد هذه الإشاعة بيوم ويومين أن أحداً ما من المواطنين لم تنقص مخصصاته رغيفاً واحداً أبداً …وليس دفاعاً عن أحد، اليوم من أمام أحد الأفران العامة الساعة الثامنة صباحاً، المكان شبه خال من المواطنين بكل سلاسة وسهولة كنا اثنين ..كل واحد منا أخذ مخصصاته الكاملة …بل سأقول أكثر من ذلك أمس ظهراً على اتستراد دمشق درعا عشرات الأفراد مما يبيعون الخبز يهرعون نحو أي سيارة تتمهل حتى لو لم يرد شراء الخبز.
وهنا لا أسوغ ذلك لكن أريد أن أقول أن الخبز موجود موفور حتى عندما كان الازدحام على أشده لم ينقطع …
حري بنا أن نكون أكثر تحقيقاً وتدقيقاً لما نكتب وننشر، كثيرون منا يحفرون خنادق الوهم لتكون منطلقاً للعدوان ..
لسنا بموضع المزايدة على وطنية أحد ما لكن يجب أن نعي أن الكثير مما يشن علينا من حرب عدوانية نحن وقودها كإشاعات تكبر وتكبر لتصبح أزمة.
وهنا علينا أن نطالب الجهات المعنية التي تصدر قرارات ما يمكن أن تفسر بغير حقيقتها، عليها أن تكون حاضرة لتفسير ما أصدرته أن كان قد صدر عنها.