الثورة أون لاين – عمار النعمة:
“عملاء النفوذ وتفكيك الاتحاد السوفييتي ” عنوان كتاب الجيب الذي صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق اختيار: مالك صقور وتقديم: د.ناديا خوست للدكتور خلف الجراد .
تناول الكاتب مسائل تهم السياسي والمثقف العربي، بعضها فقط منشور وربما ينتظر بعضها أفقاً واسعاً يتحمل الموضوعات التي ينبشها، والمقترحات الشجاعة التي يقدمها، والنظرة العلمية التي في صراحة الحقائق التي تصاغ منها الأزمات .
د.ناديا خوست قدمت الكتاب فقالت: إن هذه الدراسة تثير القلق عن عملاء النفوذ ودورهم في إسقاط الاتحاد السوفييتي , تستعيد ماشعر به السوريون من الوجع على صديق استنجدوا بسلاحه لمواجهة العدو الاستعماري والإسرائيلي. وأسعفهم في بناء البنية التحتية فشيدوا معه سد الفرات وفتح لطلابهم معاهده, كنا نحن الذين تخرجنا من الاتحاد السوفييتي أكثر من قدّر ماخسرناه وخسرته الشعوب ومنها الشعوب السوفييتية بإسقاطه فقد عرفنا حنان أساتذتنا وغيرتهم على دراستنا. قرأنا في مكتباته الغنية, ونهلنا من مختصيه الكبار وعرفنا فيه متعة تكريس النفس للعلم والثقافة ،وكسبنا فيه تذوق الباليه وفن الرسم والأوبرا والمسرح، وأمتعنا فيه احترام التراث الثقافي الذي شهد متاحف الكتاب والفنانين، ورأينا فيه تقديس رجال التاريخ وأبطال الوطن بالنحت والنصب الكبرى.
عبّر الحزن الذي شعر به السوريون على الاتحاد السوفييتي عن أصالتهم الرحيمة وعن وعيهم السياسي الرفيع وخمنوا أن تلك الكارثة تطلق القطب الواحد على العالم, قبل اليسار الذي وقع في فخ البيريسترويكا وتوهم أنها عصر جديد للاشتراكية, تقدم هذه الدراسة الوقائع التي تسند حدس السوريين, ونلمح فيه عاطفة وأسى شعروا به وقتذاك, ولعل نشرها في كتيب يصدره اتحاد الكتاب يكمل علاقة حية, فقد عشنا وسط ماتناولته الدراسة ورأينا وفود البيريسترويكا التي اجتهدت لتدمير المؤسسات والأحزاب في العالم بنشر معاييرها.
رعى غرباتشوف أكبر خائن في العصر الحديث, مشروع تدمير واسع يشمل البلاد الاشتراكية والمجال العلمي الروحي والفكري المتأثر بالاتحاد السوفييتي , وتذكر الدراسة توجيه الأمريكيين إلى قطع تأثيره. وقد صادفنا الوفود التي أرسلها للدعاية “للفكر السياسي الجديد” وقسمت الأحزاب الشيوعية بموضوعات منها استبعاد “الحرس القديم” ونشرت التغني بالتخلف الاقتصادي السوفييتي , وصورت التاريخ الوطني مزيجا من الأخطاء, وبالغت في جلد النفس وتحقيرها، في تلك الأيام وصلتنا رسالة من الكتاب الروس الوطنيين عن هذا الهجوم على الشعب الروسي, تذكر أن الصهيونيين سموه الشعب العبد, وادعوا أن اليهود هم صناع حضارة روسيا وهم الأصل, لم نستطع أن ننشر تلك الرسالة كيلا تسيء إلى بلد صديق, لكننا لاننسى أن اتحاد الكتاب أبقى طوال تلك الكارثة, علاقته الحميمة بالكتاب الروس الوطنيين, وكان الصديق الوفي في وقت الضيق.
من هنا يمكن القول: إن هذه الدراسة لاتهدف فقط إلى إضاءة الحقائق الخفية والمستبعدة والمطمورة, ولاتكشف فقط معلومات ووثائق , ولا تقصد فقد التحذير الذي نقرأه في نهايتها وفي صياغة البحث نفسه, بل تقصد التنبيه إلى استراتيجية أمريكية لاتزال معتمدة, تهدد بلاد العالم ذات النهج الوطني, وتشرّ قلب الأنظمة , والشاهد على ذلك الحرب الوحشية على سورية.