المجد يجلو عن عينيها أصفاد القهر ويمسح دموع القتل بالرصاص الغادر ويجمع بين أنفاس الطفولة والبحر والجبل والصحارى وقفر المسافات.
المجد يجلو القهر القسرّي الوحشّي الذي خيّم لسنوات طوال، يُعيد المرح إلى ساحات الصغار وباحات الكبار عندما يعنّ على بالهم اللّعب وينسون غدر قذائف الحقد وبقايا ألغام الغدر في الطفولة وعالم المرح.
المجد يجلو لعبة الموت والأطراف المتناثرة التي أجلَت الدخان من أصقاع وطن أضاءته نجوم غادرت الأرض وتلألأت في السماء تهدي سبيل أفئدة الآباء والأمهات والزوجات…ترقُبُ الأمن الذي سالت في سبيله الدماء.. تعانق طقطقات العيد والألعاب النارية التي يرسلها الأبناء إلى السماء.
المجد يجلو حزن المدن… ليس كلّ المدن بعد فهناك استثناء… جولاننا، لواؤنا، وقدسنا، وبعضٌ من شمالنا، لأننا أبناء أمة الشقاء، أبناء وطنٍ جُبل على استمرار المقاومة والنضال وفرض حكايات انتصارات البقاء… استثناء لن يتزحزح الرجال الشجعان عنه إلى أن يضيئوا سماءه كبقية المدن بضحكات الأطفال.. ويرسموا دفء الشمس في كلّ مكان وزمان…
المجد يجلو عنك يا وطني شحوب الوجوه وضمور الأجساد والخوف والضحكات المهاجرة، وأنين التنهيدات المسافرة من كلّ عام ليأتي عام جديد يحفظ الوطن من كلّ مكروه، ويتعاهد أبناؤه على المضيّ قُدما بتركة زادُها الحبّ والنبل والعطاء والأمل، صغاراً، كباراً، وكلّ الأبناء… فالمجد الموسوم على جنباتك ياوطني من عامٍ إلى عام هو سرّ النقاء والديمومة والبقاء..
كلّ عام وأنت الوطن الأغلى…
رؤية – هناء الدويري