الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
في التوقيت، تبدو الغايات والأهداف جلية وواضحة من قيام الولايات المتحدة الأميركية بإعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي مجدداً على الأرض، فهي الوحيدة التي ما تزال تمتلك زمام مفاتيحه وأمره، ذلك أن معظم متزعميه وعناصره يقبعون في السجون التي تشرف عليها قوات الاحتلال الأميركي ومرتزقتهم في الشمال السوري.
فالإدارة الأميركية برئاسة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ماتزال تبحث عن أعواد ثقاب جديدة لتأجيج النيران وإحراق أي ملف من ملفات المنطقة الكثيرة والمعقدة، سواء في سورية أم في العراق أم في إيران أو في أي مكان ترى أنه يحقق لها بعض الأطماع التي تطمح إليها، ولاسيما في هذا التوقيت المثالي، لصب الزيت على النيران التي لا تزال ملتهبة أصلاً في جغرافيا المنطقة على وجه العموم بسبب الإرهاب الذي تدعمه وتمارسه أميركا وشركاؤها وأدواتها ومرتزقتها.
ترامب وبرغم خسارته الانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن، لا يزال يتشبث بكرسي الرئيس، ويخوض من أجل ذلك معارك خاسرة، وقد تجلى تشبثه بكرسي الرئاسة من خلال رفضه الاعتراف بالهزيمة أمام منافسه في الانتخابات رغم تصديق الكونغرس على فوز بايدن بعد الأحداث المشينة التي شهدها مبنى الكونغرس، وكذلك هو يسعى لإشعال نيران الحروب في داخل أميركا وخارجها، ولعل إرسال حاملة طائرات أميركية إلى الخليج يندرج في إطار أجندة ترامب للأيام المتبقية من ولايته، والتي قد تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت للأميركيين وللعالم إذا لم تستطع المؤسسات الأميركية كبح جماحه ووضع حد لتهوره.
وفي السياق أيضا ما يزال تنظيم داعش الإرهابي أحد أدوات اللعبة الدولية بيد الإدارة الأميركية، وهو من وجهة نظرها ما يزال ورقة ضغط يمكن الزج بها للمزيد من خلط الأوراق، على الرغم من أن هذه الورقة أثبتت عدم جدواها في تغيير المعادلات التي أرسيت على مساحة الميدان السوري، لاسيما بعد أن تمكن الجيش العربي السوري من حرق هذه الورقة في مرحلة من مراحل الحرب الإرهابية على سورية.
الولايات المتحدة، تبدو في اللاوعي مقتنعة بعدم قدرة تنظيم داعش الإرهابي على خلط الأوراق وتغيير الواقع على الأرض، لهذا هي تستنفر كل أدواتها ومرتزقتها في وقت واحد، كجزء من محاولاتها المتواصلة للعبث بعناوين المشهد وحوامله، بما يحقق مساحات زمنية إضافية للأميركي وأدواته تمكنهم جميعاً من الاستمرار بسياسات وممارسات التخريب والتصعيد والابتزاز في كل الملفات والقضايا.
ضمن هذا السياق، تبدو ممارسات قوات الاحتلال الأميركي والتركي ومرتزقتهما في الشمال والجزيرة السورية واضحة الأهداف والغايات والدلالات في هذا التوقيت تحديداً، نظراً لترابط الوظائف والمهام في إطار توزيع الأدوار بين أطراف الإرهاب التي ما تزال ترفض هزيمتها في الميدان السوري، بالرغم أن ممارساتهم وسياساتهم الإرهابية والاحتلالية باتت تؤكد وتعكس حقيقة إفلاسهم وعجزهم عن خلط الأوراق وتغيير الواقع.