الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
خلال حملته الانتخابية لعام 2016، أقسم دونالد ترامب أنه سيكون أفضل صديق حصلت عليه “إسرائيل” في البيت الأبيض، وهو تعهد ينظر إليه الكثيرون بتشكك لأن ترامب كان ملتزماً أيضاً بإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن من “الحروب غير المجدية” في آسيا، والتي معظمها موجود في الشرق الأوسط لدعم المصالح الإسرائيلية.
وفي الآونة الأخيرة اعترف ترامب بأن أمريكا كانت في الشرق الأوسط من أجل “حماية إسرائيل”، كما قام بتصعيد التوتر بشكل كبير مع إيران، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترف “بالسيادة الإسرائيلية” على الجولان السوري، ومنح “إسرائيل” الضوء الأخضر بشكل أساسي لفعل ما تريده في الضفة الغربية الفلسطينية، بما في ذلك التخلص من الفلسطينيين .
وبالفعل هذا ما حدث، فقد هاجم الإسرائيليون وقتلوا المدنيين في غزة والضفة الغربية وسورية مع الإفلات من العقاب، محميين بحق النقض الأمريكي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد أي عواقب لأفعالهم، وبذريعة أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، جعل ترامب الولايات المتحدة متواطئة تماماً في جرائم الحرب الإسرائيلية، والتي شملت اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد قبل عام.
تعترف “إسرائيل” بشكل أو بآخر، علانية بأنها تسيطر على تصرفات الولايات المتحدة في منطقتها، وقد تفاخر قادتها بكيفية خضوع الحكومة الفيدرالية الأمريكية “بسهولة” للوبي الإسرائيلي، كما لا يوجد أي سر حقيقي حول كيفية استخدام هذا اللوبي للمال للحصول على سلطة حقيقية، والتي تُستخدم بعد ذلك لتوظيف جميع موارد الحكومة الأمريكية لدعم “إسرائيل”، فقد صرح أكبر مانح للحزب الديمقراطي، الإسرائيلي الأمريكي حاييم سابان، أنه رجل” قضية واحدة” وأن هذه القضية هي “إسرائيل”.
تسيطر “إسرائيل” على العمليات السياسية في الولايات المتحدة، فالحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تشتري كل سياسي أمريكي مهم ليشمل الرؤساء وأعضاء الكونغرس وحتى أولئك الموجودين في حكومات الولايات والحكومات المحلية، أي شخص ينتقد “إسرائيل” أو السلوك الجماعي اليهودي الداعم لها، يتعرض لاغتيال وإدراج اسمه على القائمة السوداء على غرار ميل جيبسون وريك سانشيز، حيث تم اتهامهم على أنهم معادون للسامية، وهي تسمية تستخدمها الجماعات الصهيونية بحرية.
كما يتم استهداف أي شخص لديه الشجاعة الكافية إما لانتقاد الإسرائيليين أو الدفاع عن الفلسطينيين، وإذا صادف وجودهم في الكونغرس مثل سينثيا ماكيني، وبيت مكلوسكي، وبول فيندلاي، وجيمس ترافيكانت، وويليام فولبرايت، وتشاك بيرسي، يتم تشويه سمعتهم أولاً في وسائل الإعلام، ثم تُشن حملة ضدهم ويتم تمويلها لإخراجهم من مناصبهم، والنتيجة النهائية هي أنه عندما تقتل “إسرائيل” المدنيين، ويدمر المستوطنون المسلحون العنيفون سبل عيشهم، فإن حكومة الولايات المتحدة تختار أن تنظر في الاتجاه الآخر، وتغمر “إسرائيل” بالمال حتى تتمكن من مواصلة القيام بعملها القذر.
يمتد الفساد إلى مستويات أخرى في الدولة، حيث أقرت 26 حكومة تشريعات يروج لها اللوبي الإسرائيلي والتي تحد من حقوق حرية التعبير إذا كان أي شخص يسعى إلى انتقاد “إسرائيل”، يتضمن ذلك أحياناً إجبار الموظفين، تحت التهديد بالفصل، على توقيع قسَم مؤيد “لإسرائيل” والتعهد بعدم دعم أي مقاطعة لها. إن التدخل الهائل في الإدارة الداخلية للولايات المتحدة من قبل “إسرائيل” وأتباعها المولودين في الولايات المتحدة يتجاوز بكثير تدخل أي دولة أخرى، بما في ذلك تشويه سمعة روسيا أو الصين بشكل غير لائق.
لقد حان الوقت للتخلص من الطفيلي الإسرائيلي الذي يتغذى على حكومة وشعب أمريكا، العلاقة الخاصة المقدسة مع “إسرائيل” في قاعات الكونغرس ووسائل الإعلام التي يهيمن عليها اليهود، لا تفيد الولايات المتحدة والشعب الأمريكي، ويكلف التدخل الإسرائيلي المستمر في النظام السياسي والاقتصاد الأمريكي أثماناً باهظة، سواء من حيث الدولارات أو من حيث المصالح الأمريكية الفعلية.
لذا يجب على الإدارة الأمريكية الجديدة في 2021 أن تبذل كل ما في وسعها لسحب دعمها لإسرائيل التي يجب أن تدفع فواتيرها وتكون المسؤولة الوحيدة عن الجرائم التي ترتكبها، ففي ظل دعم واشنطن، تجد “إسرائيل” نفسها حرة في ارتكاب الفظائع وجرائم الحرب ضد جميع جيرانها، ولكن بدون الفيتو الأمريكي في الأمم المتحدة ، سيتعين على “إسرائيل” البدء في مواجهة العواقب المترتبة على أفعالها.
لكن الأهم من ذلك كله، فإن الشعب الأمريكي ليس مضطراً إلى الاستمرار في تحمل عبء وعواقب الجرائم التي ترتكبها “إسرائيل” في أي مكان، وربما يمكن أن يؤدي تحرير الولايات المتحدة من هيمنة اللوبي الإسرائيلي إلى إنهاء جميع الحروب في الشرق الأوسط التي تشنها واشنطن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن غالبية الأمريكيين لا يهددون أحدل في المنطقة، وليس لديهم مصلحة حقيقية في الحروب التي تشنها حكومتهم في العالم ككل.