إحراج بايدن هدف ترامب.. والتصعيد ضد إيران الوسيلة

الثورة أون لاين- ترجمة – ليندا سكوتي:
تصاعدت التوترات الأميركية مع إيران الاثنين الماضي، لتأخذ مسارها نحو مرحلة الغليان، في أعقاب إعلان إيران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20% في منشأة نووية تقع تحت الأرض، إلى جانب احتجازها ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية في مضيق هرمز التجاري الهام.
إيران صرحت عن حجزها لسفينة إم تي هانكوك تشيمي، نظراً لما سببته من تلوث بيئي، الأمر الذي دفع بمسؤولين كوريين لإعلان عزمهم لزيارة طهران، والتفاوض بشأن الإفراج عن أصول إيرانية بمليارات الدولارات مجمدة في سيئول.
وقد جاء الحدثان عقب إعلان وزير الدفاع الأميركي كريستوفر ميلر قيام حاملة الطائرات نيميتز الأميركية بدورياتها في منطقة الشرق الأوسط، بذريعة مجابهة أي اعتداء تشنه إيران في المنطقة، بعد أن كان من المقرر سحبها لتعود إلى البلاد، وأدلى ميلر ببيان قال فيه: “نظراً للتهديدات الأخيرة التي أطلقها قادة إيرانيون ضد الرئيس ترامب ومسؤولين حكوميين أميركيين، فإننا أمرنا حاملة الطائرات نيميتز بوقف إعادة الانتشار الروتينية”، كما نشرت الولايات المتحدة قاذفتي قنابل نووية من طراز بي-52 في الشرق الأوسط قبل ذلك، معلنة أنها “رسالة ردع لإيران”.
صحيفة ذي نيويورك تايمز ذكرت أن لدى وكالات الاستخبارات الأميركية اعتقاداً بأن إيران قد تعمد إلى استهداف ضباط رفيعي المستوى وقادة مدنيين أميركيين انتقاماً لمقتل الجنرال قاسم سليماني.
لقد انسحب الرئيس دونالد ترامب انسحاباً أحادي الجانب من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2018، وأعاد فرض العقوبات المالية التي رفعت سابقاً بموجب الصفقة، وانتهجت إدارته سياسة “الضغوط القصوى” لردع ما سمته “السلوك الإيراني”، الأمر الذي قاد إلى سلسلة من الخطوات التصعيدية والضربات المضادة في منطقة الخليج.
في صيف عام 2019 لف الغموض عملية تفجير سفن كانت تبحر في مياه الخليج، واحتجزت إيران سفناً أخرى لأسابيع معدودة، كما تم استهداف منشآت لإنتاج النفط السعودي في شهر أيلول عام 2019 دون أن تتحدث الجهة المسؤولة حتى الآن، وفي تلك الفترة وجه ترامب باغتيال الجنرال سليماني وقائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بطائرة مسيرة أميركية، فجاء الرد الإيراني بإطلاق ضربات صاروخية بالستية على قاعدتين تابعتين للقوات الأميركية في العراق.
في هذا السياق، يزعم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن سلسلة التدابير العدائية المتزايدة التي اتخذتها إدارة ترامب كان هدفها تأمين الحماية للولايات المتحدة، وبأن ثمة “استراتيجية أكبر” وراء اغتيال سليماني، مصرحاً في شهر كانون الثاني الفائت بأن “الرئيس ترامب والمسؤولين في فريق الأمن القومي يبذلون المساعي لإعادة بناء قوة الردع – أو الردع الحقيقي- ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وفي بيان ألقاه بومبيو بعنوان “أهمية العقوبات على إيران” ادعى وزير الخارجية الأميركي أن العقوبات الجديدة التي فرضت في تشرين الثاني جعلت العالم أكثر أماناً، وأن القرارات المتخذة لا رجعة فيها.
يوم الأحد الماضي، تجمع آلاف العراقيين في الساحة المركزية في بغداد هاتفين بشعارات تندد بأميركا، ومطالبين بالانتقام في يوم الذكرى السنوية لمقتل سليماني والمهندس، وقد حضر الآلاف موكب جنازة رمزية في يوم السبت.
لا تشي المظاهرات أو احتجاز السفينة أو تخصيب اليورانيوم بنجاح خطة “الردع”، أو أن العالم أصبح أكثر أماناً كما وعد بومبيو، بل تشير تلك التحركات إلى استمرار سياسة حافة الهاوية التي امتدت خلال السنتين الأخيرتين بين واشنطن وطهران.
وعلى موقع تويتر، ألقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف باللائمة على “جهات إسرائيلية محرضة تخطط لشن هجمات على القوات الأميركية”، وأردف أنهم “يريدون وضع ترامب في مأزق ودفعه إلى حرب لسبب زائف” وأضاف: “احذر الفخ يا ترامب، أي ألعاب نارية ستأتي بنتائج عكسية، ولاسيما على أصدقائك المقربين”، لذلك بتقديرنا نرى أن ما أطلقه ظريف من تصريح يعد تهديداً مستتراً لإسرائيل، فيما استنكرت الأخيرة تلك التصريحات.
منذ انسحاب إدارة ترامب من اتفاقية العمل الشاملة المشتركة المبرمة عام 2018، رفعت إيران تخصيب اليورانيوم إلى 4,5، وقد ذكرت وكالة اسوشيتد برس اليوم بأن مستوى التخصيب بنسبة 20 % سيكون أعلى مستوى تبلغه إيران منذ عام 2015.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد على القرار الإيراني بتخصيب اليورانيوم، في يوم الاثنين، قائلاً إنها خطوة لإنتاج الأسلحة النووية، مصرحاً: “لن تسمح إسرائيل لإيران بإنتاج السلاح النووي، ولا يمكن تفسير قرار إيران في رفع مستوى التخصيب، وتطوير قدراتها الصناعية لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض، إلا أنه أسلوب لبلوغ غاياتها في تطوير البرنامج النووي العسكري”.
ولا ريب بأن إعلان إيران بشأن التخصيب كان ذا أهمية بالغة، وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل بأن هذه التوترات المتعلقة بالتخصيب كانت قد انحسرت إثر إبرام اتفاق عام 2015.

ويبدو أن إيران تتصرف على أساس الافتراض بأن إجراءاتها المتزايدة ستدفع بواشنطن للتخفيف من لهجتها، وفي هذا السياق، كتب ظريف في تغريدة تتعلق بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%: “يمكن وقف الإجراءات كافة في حال امتثال الجميع للاتفاق النووي على نحو كامل”.
وعلى الرغم مما تسعى إليه إدارة بايدن من عودة إلى الاتفاقية النووية الشاملة المشتركة، فإن ثمة خطورة تحف العلاقات بين الدولتين وستزداد حدتها خلال الأسابيع الأخيرة من ولاية ترامب، ما يضع بايدن في زاوية ضيقة.
المصدر: The American Conservative

آخر الأخبار
مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى.. والعدوان يتصاعد على طولكرم وجنين فن الوساطة الدبلوماسية بين الواقع والممكن سلطنة عمان.. جسر دبلوماسي موثوق بين الخصوم Arab News: بعد أربعة أشهر.. كيف ننظر إلى التغيير في سوريا؟ زيلينيسكي ينتقد "حياد" ترامب تجاه الهجمات الروسية.. فهل سيصمد اتفاق كييف وموسكو؟ وقف المساعدات الأميركية ينذر بكارثة البيض ينخفض لأدنى مستوياته.. حبزة يدعو لتوازن العرض والطلب أسعار المكسرات تنخفض للنصف.. والتركية تنافسها بالسعرفقط إعادة تأهيل مخابز في درعا محافظ درعا يخصص الثلاثاء لاستقبال المواطنين جهود مكثفة لتأمين مياه الشرب لكامل محافظة اللاذقية دير الزور.. ورشة عمل لتحسين الواقع الصحي ودعم الأسر العائدة إنارة مدينة القورية بالطاقة الشمسية وفاة طفل بانفجار لغم في جبا انفجاران في منطقة الصناعة باللاذقية أجور النقل العامة بحلب ترهق كاهل المواطن "سوريا تجمعنا.. وطن واحد مستقبل واحد" تختتم فعالياتها بطرطوس جاهزية "الخوذ البيضاء" في مواجهة الحوادث المرورية والحرائق بالتعاون مع المجتمع الأهلي.. حملات نظافة متتالية بصحنايا ريف دمشق.. مشاريع خدمية واستكمال أخرى للنهوض بواقع الخدمات خلال زيارته مديرية "المرسوم 66".. محافظ دمشق : نرغب باستكمال المشروع وإنهاء العقبات